إن وصفَ تصويت أغلب دول العالم لصالح الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي بـ"اللحظة التاريخية" هو وصف في مكانه.
فالتقدير الذي حظي به جهد الفريق الدبلوماسي الإماراتي بقيادة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، كان كفيلاً بإيصال الإمارات إلى هذا النجاح الكبير.
وضمن رؤية متكاملة لأهداف الدبلوماسية الإماراتية في مجلس الأمن الدولي، يقف العرب عند يقين صادق ومدعوم بقدرة هذه الدولة العربية المحورية على تحقيق الاستقرار والسلام، الذي يصبو إليه الجميع اليوم وغداً في أوطانهم.
ولأن انتخاب الإمارات اليوم لعضوية مجلس الأمن الدولي هو أمر بحد ذاته يجسد ثقة العالم كله بالسياسة الخارجية الإماراتية، فإن مثل هذا الحدث المميز يسلط الضوء كذلك على هذا الانتخاب المشهود نفسه، والذي يبرز كفاءة منظومة الإمارات الدبلوماسية وفاعليتها على مدى سنوات مضت.
ومن مَعين المبادئ والقيم، التي تأسست عليها الإمارات على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تنهل مؤسسات العمل السياسي الخارجي في الإمارات وتضطلع بمسؤوليتها الكبرى، بغية ترسيخ مفاهيم آنية مثل السلام والتسامح، فضلاً عن التعاون المثمر والتنمية المفيدة على الساحة الدولية والإقليمية.
وستنقل دولة الإمارات للعالم كله تجربتها الموفقة كقوة معتدلة تدخل إلى المجلس، فتلك القوة تعمل منذ سنين على تعزيز التسامح، والمساعدة في إيصال الأصوات المعتدلة، ودعم التنوع الثقافي بين الشعوب الموجودة في الأمم المتحدة.
إن الحقبة الزمنية، التي ستعمل فيها الإمارات من داخل قاعة مجلس الأمن، ستعكس دبلوماسيتها النشطة، كما موقعها الدولي المهم، بالإضافة إلى إظهار نموذجها التنموي الفريد في مختلف المجالات.
وطالما سعت الإمارات إلى بث روح الطمأنينة داخلياً، لتصبح كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الشهيرة لمواطنيه والمقيمين على أرض الإمارات: "لا تشيلون همّ"، واقعاً يتم تطبيقه على الأرض خلال جائحة كورونا، أما خارجياً فقد انطلقت مساعدات الإمارات إلى كل أصقاع الدنيا، بهدف التخفيف من وطأة هذا الوباء الخطير ومساندة الدول التي تحتاج إلى العون.
كلمات وتصريحات وزراء خارجية دول معروفة، وهي تهنئ الإمارات على هذا المنجز، جعلت من هذه المناسبة فرصة لتجديد الدعم للسياسة الخارجية الإماراتية، التي تحظى بكل احترام، فوزير خارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، بادر إلى الاتصال بزميله الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مذكراً في الوقت نفسه بجهود هذين البلدين الشقيقين في إرساء السلم والأمن الدوليين.
أما مصر، فرأت في هذا الإنجاز الجديد للدبلوماسية الإماراتية فرصة لا تضيع في مواصلة دولة الإمارات جهودها في مد جسور التعاون بين مختلف دول العالم، خاصة عند الحديث عن التحديات الأمنية وتحقيق السلام للمجتمعات كافة.
لدى الإمارات رصيد كبير لا يُستهان به من الخبرات والفهم الواعي للمساعدة في إيجاد حلول أكثر استدامة لكثير من القضايا، التي تشغل بال العالم، مستندة إلى إرث كبير وعلاقات وثيقة مع المجتمع الدولي والهيئات الدولية العاملة في دول الشرق والغرب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة