تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ترسيخ مكانتها كركيزة للاستقرار الإقليمي والدولي من خلال رؤيتها القائمة على السلام واحترام الإنسانية ونبذ التطرف والكراهية.
لم تكن دولة الإمارات العربية المتحدة قط مجرد دولة انتقالية. بل كانت ولا تزال نموذجا يستحق التقليد، يعزز التعايش ويعزز روح الاعتدال.
وينعكس ذلك في الموقف المشرف للشراكة في مجال الإغاثة الطارئة والعمل الإنساني، حيث تمد يد العون لجميع المحتاجين دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنسية.
من بناء المستشفيات والمدارس في مناطق النزاع إلى رعاية اللاجئين والمحتاجين، تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ رائع من الكرم.
في مواجهة الفكر المتطرف الذي ينشره الإخوان الإرهابيون منذ عقود، تعارض دولة الإمارات بشدة أي جماعة تستخدم الدين كغطاء للمشاريع السياسية التي تقوض الدولة وتزرع الفتنة.
ومنذ إنشائها، كانت جماعة الإخوان المسلمين بمثابة مرتع للأيديولوجيات المتطرفة، مما أدى إلى ظهور جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش.
وسعى هذا المشروع المدمر إلى تقويض مفهوم الدولة القومية من خلال استغلال الخطاب الديني لتشويه الوعي وزعزعة استقرار العقول.
ومع ذلك، أدركت دولة الإمارات مخاطر هذه الأيديولوجية في وقت مبكر وبدأت معركة فكرية وثقافية لتجفيف مصادرها. ودعموا خطابا دينيا معتدلا ينشر التسامح والانفتاح واحترام سلطة الدولة، بينما يحمي الشباب من الاستغلال الأيديولوجي من قبل المتطرفين تحت ستار الدين.
وفي سياق هذه المواقف الحاسمة، فإن الحكم الأخير لمحكمة العدل الدولية يدحض الاتهامات الموجهة إلى دولة الإمارات من قبل الجيش السوداني الذي اختطفه الإخوان.
هذه الدعوى، التي تفتقر إلى أي دليل قانوني أو مبرر واقعي، لم تكن سوى محاولة للتهرب من المسؤولية عن الجرائم البشعة التي ارتكبها هذا الجيش ضد السكان المدنيين السودانيين.
وتشمل هذه الهجمات القتل الجماعي والتهجير القسري والهجمات الوحشية، وكلها تشكل جرائم ضد الإنسانية.
وشكل حكم المحكمة ضربة قانونية قاسية لمن يخالف القانون والأخلاق، وكان رسالة واضحة مفادها أن دولة الإمارات دولة تحترم المواثيق الدولية وتتمسك دائما بمبادئ العدالة والحقيقة.
لكن دولة الإمارات لم تكتف بالانتصار القانوني. وواصلت جهودها الإنسانية، ودعت إلى وقف إطلاق النار في السودان وسعت إلى إقامة حوار سياسي شامل لإنهاء الحرب واستعادة الأمن والاستقرار.
وبالإضافة إلى ذلك، لم تدخر أي جهد لتقديم المساعدة للمتضررين من النزاع في السودان وخارجه.
ومن منصات الأمم المتحدة في نيويورك إلى المنتديات الدولية في جنيف وأديس أبابا، لطالما كان لدولة الإمارات حضور قوي، تدافع عن قيم السلام، وتقترح حلولا واقعية، وتؤكد أن مستقبل الشعوب لا يمكن أن يبنى إلا من خلال الدولة القومية، وليس من خلال الجماعات المتطرفة أو المشاريع الانفصالية.
في خضم الفوضى التي أحدثتها الجماعات المتطرفة، أصبح نهج الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي ضروريا للحد من الانقسامات وحماية المجتمعات من براثن التطرف.
إن انتصار دولة الإمارات في لاهاي ليس مجرد انتصار قانوني، بل هو رسالة للعالم مفادها أن السلام يسود وأنه لا يمكن قمع الحقيقة، مهما كان صوت الكذب مرتفعا.
إنه دليل جديد على فاعلية دبلوماسية الإمارات التي تجمع بين الحزم في المبادئ والمرونة في العمل والشجاعة في الموقف والإنسانية في السلوك.
وفي الختام، نود أن نتقدم باحترام لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على جهودها الجبارة في إيصال قيم الحقيقة ودعم الشعوب المضطهدة وتعزيز ركائز السلام العالمي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى منارات العقل والعدالة في خضم الأوقات المضطربة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة