لعبة الزمن والسياسة.. كيف جرّد بوتين زيلينسكي من «الأضواء»؟
![الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/14/109-142906-ukraine-president-new-trump_700x400.jpg)
بعد ٣ سنوات من الأضواء، وتقاسم المنصات الكبرى مع قادة العالم، يجد فولوديمير زيلينسكي، نفسه في وضعية مغايرة، ويتراجع لصالح خصمه الأول.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصية رئيسية في موقف الغرب الموحّد ضد روسيا منذ اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022.
وبعد 3 سنوات، ظهر زيلينسكي إلى جانب وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، يوم الأربعاء الماضي، في كييف، بعد أن كان يأمل أن يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شخصيًا لمناقشة رؤية واسعة النطاق للسلام.
وانتعشت آمال زيلينسكي في لقاء ترامب بعد أن اقترح الأخير، عقد لقاء قريبًا، وشرع فريق الرئيس الأوكراني على الفور في محاولة تحديد موعد لذلك. لكن الأمر انتهى بلقاء مع بيسنت.
مفاجأة ترامب
وخلال زيارة بيسنت القصيرة لكييف، بدأت أنباء عن انشغال ترامب في مكان آخر، إذ أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء تبادل الآراء هذه المرة، بعد الإفراج غير المتوقع يوم الثلاثاء، عن السجين الأمريكي مارك فوغل من السجون الروسية.
واستقبل ترامب، فوغل البالغ من العمر 61 عامًا ملفوفًا بالنجوم والأشرطة، مما وفر لحظة تلفزيونية مثالية لرد الاعتبار للكرملين في أعين الأمريكيين العاديين. هكذا رأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ولفتت الشبكة في تحليل لها طالعته "العين الإخبارية"، إلى أنه بعد أن كان الزعماء الأوروبيون يسافرون يوميًا بالقطار المتهالك لالتقاط صور تذكارية إلى جانب زيلينسكي، بات الآن في المرتبة الثانية على قائمة اتصالات ترامب بعد بوتين.
وقالت: "نحن ببساطة لا نعرف تفاصيل ما تحدث عنه ترامب وبوتين. لكن يمكننا أن نكون متأكدين من أن رئيس الكرملين انتظر هذه اللحظة منذ ثلاث سنوات، حيث تتحول الحرب إلى صدع في وحدة الغرب، أو أن يترك الأمريكيون حلفاءهم الأوروبيين وحيدين".
سياسة بوتين
ويبدو أن ترامب وبوتين قد حددا الطريق على ما يبدو، وقد حصل زيلينسكي على موجز ما بعد ذلك.
حتى إن ترامب أبدى إعجابه بعد استخدام بوتين لشعار حملته الانتخابية ”المنطق السليم“، مما يشير إلى أن الرئيس الروسي يواصل دراسة خصمه بعناية ومغازلته.
بل أنهى ترامب منشوره الثاني حول مكالمته مع زيلينسكي، بتعبير لافت للنظر بقوله ”بارك الله في شعب روسيا وأوكرانيا“.
وقبل ساعات، نسف وزير الدفاع الأمريكي الجديد، بيتر هيغسيث، آمال زيلينسكي، بشأن المبادئ الرئيسية لاتفاق السلام، إذ لمّح إلى أن أوكرانيا لن تكون جزءًا من حلف "الناتو"، وأنها لن تعود أبدًا إلى حدودها عام 2014.
وزاد بأن أي قوات لحفظ السلام بين روسيا وأوكرانيا، لن تكون أمريكية، في ضربة لآمال زيلينسكي الذي طالب علانية بأن يشارك الأمريكيون في حفظ السلام، لأن الضمانات الأمنية دون أمريكا ”لا قيمة لها“.
كل الخيارات مطروحة
واليوم الجمعة، أكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنّ كلّ الخيارات مطروحة في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك استخدام "الضغط العسكري".
وقال فانس: "الرئيس لن يخوض (هذه المعركة) وهو مغمض العينين. سيقول إنّ كل شيء مطروح على الطاولة، فلنعقد صفقة".
وأشار إلى أن "ثمة أدوات ضغط اقتصادية، وهناك بالطبع أدوات ضغط عسكرية".
ووفقا للصحيفة، فقد لفت فانس إلى أنه من السابق لأوانه تقدير حجم المناطق التي ستبقى في أيدي روسيا أو ما هي الضمانات الأمنية التي يمكن للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين الآخرين تقديمها لكييف.
واستدرك: "هناك عدد من الصيَغ والترتيبات، ولكننا حريصون على استقلال أوكرانيا السيادي".