بات الجميع شاهدا على حجم التطور والرقي في الأداء الإداري والفني والتسويقي لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة التي يفخر بها كل إماراتي
"هذه الثروة ثروتكم جميعاً، وليس بيني وبينكم حاجز».. بهذه العبارة خاطب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - شعبه في بدايات تأسيس الاتحاد، وها هو شعب الإمارات يعايش اليوم تطبيق هذه العبارة على أرض الواقع، حيث يشهد القاصي والداني أنه وبفضل حكمة القيادة الإماراتية منذ عهد الآباء المؤسسين ينعم المواطن والمقيم في الإمارات بخيرات تلك الثروات التي أنعم بها المولى عز وجل على هذه الأرض المعطاءة.
القيادة الإماراتية ومنذ تأسيس الدولة تولي اهتماما غير محدود بتحسين مستوى معيشة الفرد الإماراتي، ولاشك أن مثل هذه الأرقام المبشرة التي أُعلن عنها بالأمس في اجتماع المجلس الأعلى للبترول سيكون لها انعكاس مباشر على جودة الحياة ومستوى الخدمات المقدمة للوطن والمواطن.
تابعنا جميعا بالأمس ترؤس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، اجتماع المجلس في مقر شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، والذي أعلن عن عدد من القرارات والأنباء التي استبشر بها أبناء الإمارات خيرا ونظروا لها بكل تفاؤل وإيجابية، حيث جاء الإعلان عن اعتماد المجلس بمباركة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" خطط زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يوميا خلال عام 2030.
واعتماد خطة العمل الجديدة لأدنوك التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس من 2019 إلى 2023. والإعلان عن اكتشاف 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، وكذلك اكتشاف مليار برميل إضافية من النفط الخام.
مثل تلك البيانات في العادة إذا ما تم الإعلان عنها في الدول الأخرى فإن المتابعين يبحثون دوما عن تداعياتها على مؤشرات البورصات والتحليلات الاقتصادية، ولكن الأمر مختلف في الإمارات، فتلك الأنباء تعني مستقبلا باهرا وغدا مشرقا للأجيال المقبلة، وأن مسيرة التنمية والعطاء والتقدم متواصلة.
هذه النظرة التفاؤلية لنا نحن في الإمارات تجاه هذا الإعلان عن الاكتشافات في مجالي النفط والغاز تنبع من إيماننا العميق بأن قادة الوطن لن ولم يبخلوا باستثمار هذه الثروات وإدارتها، ومن خلال نظرة تحليلية للتفاعل الإيجابي الذي تابعناه بالأمس من أبناء الإمارات تجاه هذا الاجتماع؛ فإننا يمكن أن نجمله في أربعة محاور رئيسية هي:
المحور الأول، أن القيادة الإماراتية ومنذ تأسيس الدولة تولي اهتماما غير محدود بتحسين مستوى معيشة الفرد الإماراتي، ولاشك أن مثل هذه الأرقام المبشرة التي أُعلن عنها بالأمس في اجتماع المجلس الأعلى للبترول سيكون لها انعكاس مباشر على جودة الحياة ومستوى الخدمات المقدمة للوطن والمواطن، فعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى الميزانية التي تم اعتمادها للعام 2019 والبالغة قيمتها 60.3 مليار درهم، حظيت القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين وخدماتهم بالنصيب الأكبر منها، فقد تم تخصيص 42.3% من ميزانية العام المقبل لرفد برامج التنمية المجتمعية، و17% للارتقاء بمنظومة التعليم، و7.3% لتطوير قطاع الصحة وتقديم أفضل الخدمات الطبية، وبالتالي فالأجيال الإماراتية في المستقبل مقبلة على مستويات أعلى وأرقى وأفضل في التعليم والصحة والتنمية، يناقسون بها دول العالم المتقدم.
المحور الثاني، أن هذا الإعلان سيسهم في المضي قدما في مشروع تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد، وهنا نتذكر تصريح الشيخ محمد بن زايد حين قال سموه: "إذا كان استثمارنا صحيحا فأنا أراهن بأننا سنحتفل بتصدير آخر برميل نفط بعد 50 سنة"، وهنا كان يقصد سموه أن الإمارات ستمضي بكل ثبات في تنويع مصادر الدخل، وتسخير موارد النفط لتأهيل الكوادر الوطنية المؤهلة التي تقود مستقبل الإمارات نحو اقتصاد المعرفة، وسبر الفضاء والريادة في مجال الابتكار والعلوم المتقدمة، وكيف لا يحق لنا أن نثق بهذا الرهان ونحن عايشنا بالأمس القريب على أرض الواقع إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" الذي صُنع بأيدٍ إماراتية 100%، وقد أرسل أولى صوره التي التقطها في الفضاء الخارجي، كيف لا نثق بهذا الرهان ونحن نلمس ذلك الاهتمام في البحث العلمي وتطوير الجامعات والكليات، وابتعاث أبناء الوطن إلى أرقى جامعات العالم، ونحن على ثقة بأن هذه الثروات المباركة ستسهم في زيادة مخصصات التعليم والابتكار والبحث العلمي.
المحور الثالث، أن الإمارات وعلى الرغم من هذه الاكتشافات في مجال النفط والغاز، إلا أنها ما زالت تراهن على تنمية مصادر الطاقة النظيفة، والاستمرار في دعم مشاريعها من خلال افتتاح مشروع براكة السلمي للطاقة النووية في أواخر العام المقبل، والمضي قدما في التوسع في استخدام الطاقة الشمسية عبر مختلف المشاريع العملاقة في "شمس 1" في منطقة الظفرة بأبوظبي، و"مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية" في دبي، وغيرهما من المشاريع الأخرى التي تهدف من خلالها إلى توليد 75% من طاقتها الكهربائية عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2050.
المحور الرابع، أن هذا الاجتماع تضمن الإعلان عن اكتشاف 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، ولا يخفى على الجميع أهمية هذا المورد الحيوي، ودوره في تنمية وتشغيل المشاريع الصناعية التي تعوّل عليها الدولة كثيرا في استراتيجيتها للثورة الصناعية الرابعة والتي أعلنت عنها في سبتمبر 2017، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار، والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية، ولا شك بأن هذا الاكتشاف العظيم من الغاز الطبيعي سيسهم في تحقيق أهداف هذه الاستراتيجية الطموحة.
جميع هذه المؤشرات والبيانات والنظرة الإيجابية نحو المستقبل الباهر والمبشّر لأجيال الإمارات القادمة، تحتّم علينا أن نرد الجميل ونعترف بالفضل إلى أهل الفضل، وهنا أقصد شركتنا الوطنية الرائدة، شركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك"، التي لم يبخل منتسبوها بأي جهد وعلم وعمل في سبيل رفعة هذا الوطن، هذه الشركة الوطنية التي ارتبط اسمها بأجيال الوطن جيلا بعد جيل، وبات الجميع شاهدا على حجم التطور والرقي في الأداء الإداري والفني والتسويقي لهذه المؤسسة الوطنية الرائدة التي يفخر بها كل إماراتي، ونحن نشد اليوم على أيدي جميع منتسبيها، ونقول لهم يحق لكم أن تفخروا بعملكم في هذا الصرح الوطني الرائد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة