الأمم المتحدة تشيد بدور الإمارات الريادي في قيادة الجهود الإيجابية
أشاد أنطونيو جوتيريس أمين عام الأمم المتحدة، بالدور الريادي لدولة الإمارات في دعم وقيادة الجهود العالمية الإيجابية.
وأكد أهمية توحيد الجهود العالمية لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة، والالتزام بمواصلة العمل المشترك لمواجهة تحديات المرحلة الحالية، والاستفادة من الفرص المستقبلية الواعدة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية لتجاوز آثار جائحة كورونا.
جاء ذلك، في كلمة ألقاها جوتيريس في الحوار العالمي رفيع المستوى الذي نظمته القمة العالمية للحكومات بعنوان "75 دقيقة من أجل التعاون الدولي"، بالتعاون مع الأمم المتحدة، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وينظم الحوار العالمي، ضمن مبادرة الاحتفاء بالذكرى الـ 75 لتأسيس المنظمة الدولية، وذلك بحضور معالي أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، ووزراء في حكومة الإمارات، ومسؤولين دوليين.
وقال جوتيريس: "تواصل منظمة الأمم المتحدة أداء دورها الرئيسي في دعم المجتمعات الأقل حظاً حول العالم، وتوفير الاحتياجات الغذائية والصحية والدوائية لمئات ملايين البشر، بهدف التركيز بالشكل الأمثل على مواجهة "كوفيد-19" الذي يمثل الخطر الأكبر حالياً أمام البشرية".
وأشار إلى أن ما "حملته الجائحة من آثار وتبعات على مختلف المستويات، يمثل جرس إنذار عالمياً لمواجهة التغير المناخي، ويؤكد ضرورة تسريع تنفيذ مبادرات تطوير مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة، بهدف الوصول إلى نسبة صفر من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050".
أسئلة الأطفال
وأجاب أمين عام الأمم المتحدة خلال الجلسة الافتتاحية على أسئلة 4 أطفال من حول العالم، تناولت التحديات التي تهمهم على المستويين الشخصي والمجتمعي، مثل التعليم والاقتصاد ومهارات المستقبل والزراعة والتغير المناخي والابتكار.
السؤال الأول كان للطفل السوري حمزة الذي يعيش مع عائلته في مخيم الزعتري بالأردن، حيث تحدث عن وضعه الاجتماعي والصعوبات التي يواجهها في الحصول على التعليم كونه من أصحاب الهمم، وعدم وجود البنية التحتية الضرورية أو الموارد التعليمية والتدريبية المناسبة، وتوجه للأمين العام للأمم المتحدة قائلاً: "كيف يمكن مساعدة ودعم الأطفال من ذوي الإعاقة حول العالم"؟
اللاجئون
وأعرب جوتيريس عن تعاطفه مع جميع اللاجئين مؤكداً أن الأمم المتحدة ستواصل تمكين مختلف أفراد المجتمع لتحقيق تطلعاتهم وآمالهم المستقبلية، وتركز في عملها على دعم الأطفال من ذوي الإعاقة بشكل خاص.
وقال: "نعمل على تطوير المدارس في مخيم الزعتري وتسهيل الوصول إليها وتأهيل مرافقها لتكون مناسبة للجميع".
وتحدثت الطالبة شديدة حسين من زنجبار عن الأضرار التي يعاني منها مجتمعها بسبب التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة المحيطات، مشيرة إلى رغبتها بالمساهمة في إحداث تأثير إيجابي على المدى القصير في مجتمعها والعالم.
التغير المناخي
وفي إجابته، أكد أنطونيو جوتيريس وقوفه إلى جانب المجتمعات التي تعاني في زنجبار بسبب التغير المناخي، وقال إن الأمم المتحدة تدفع نحو تشجيع دول العالم على اتخاذ إجراءات أكثر حسما للحد من هذه الأضرار.
وأضاف: "يمكن لأي شخص بالتأكيد أن يسهم بإحداث تغيير إيجابي عبر مواصلة تعزيز وعي المجتمع والعالم على الدوام وإيصال صوته للجميع".
وطرحت الطالبة سيلفانا (13 عاماً) من جمهورية شمال مقدونيا سؤالا على أمين عام الأمم المتحدة قالت فيه: "كيف يمكن للنساء حول العالم الوصول إلى مناصب قيادية مع الحفاظ على حقوقهن وبدون
التعرض للإساءات؟".
وأجاب جوتيريس بالقول: "أظهرت جائحة كورونا خلال الأشهر الماضية أهمية الدور القيادي للمرأة ونجاحها في مواجهة كافة التحديات، إن تعزيز قيم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مختلف الأدوار القيادية يمثل أبرز ركائز الجهود العالمية لصناعة مستقبل أفضل".
مستقبل الوظائف
وكان السؤال الأخير من كارلوس وهو طالب من الإكوادور (15 عاماً)، وقال فيه: "ما هي صحة التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي والروبوتات ستستحوذ على وظائف البشر حول العالم؟ وكيف يمكن أن نجهز أنفسنا لوظائف المستقبل؟".
وأجاب الأمين العام للأمم المتحدة بالقول: إن التكنولوجيا الحديثة تسهم بإحداث تحولات جذرية وسريعة بلا شك، ونعمل مع الجميع لضمان توظيف هذه التكنولوجيا في خدمة البشرية عبر تعزيز التعاون الرقمي بين مختلف حكومات العالم".
وأكد جوتيريس في ختام مداخلته أن الجهود العالمية للخروج من أزمة جائحة كورونا تقدم فرصة لتعزيز الشراكات الدولية الإيجابية لبناء عالم آمن ومستدام وأكثر صحة وأماناً".
وتوجه بالشكر لجميع المشاركين في الحوار العالمي الذي تنظمه القمة العالمية للحكومات بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس الأمم المتحدة.
وتنظم مؤسسة القمة العالمية للحكومات، الحوار العالمي رفيع المستوى، في إطار شراكتها مع الأمم المتحدة، وضمن جهودها لدعم مبادرات المنظمة الخاصة بإحياء الذكرى الـ 75 لتأسيسها، ما يجسد رؤية القمة بتعزيز التعاون الدولي الهادف للارتقاء بحياة الإنسان وضمان مستقبل أفضل للمجتمعات.