التحركات الأخيرة لدول الخليج في تجسير الهوة بين كافة الدول العربية، للاصطفاف جنباً إلى جنب ضد الأخطار المحدقة، خطوة كبيرة.
عاشت المنطقة العربية حالة من الفُرقة خلال العقدين الأخيرين، تراجعت على إثرها أحلام وحدة المواقف العربية، بعد أن ماتت قبلها بعقود فكرة الوحدة التي تبناها القوميون العرب في حقبة الستينيات والسبعينيات.
وقد أثّرت مواقف كثيرة في ابتعاد الدول العربية عن الاتفاق حتى أثبتوا المقولة المشهورة "اتفق العرب على ألا يتفقوا" رغم أنهم يدركون أن "الاتحاد قوة". إلا أنهم اختاروا في مواقف عدة التراجع لأسباب متعددة يبدو أن بعضها يتعلق بالواقع الدولي المعقد، والبعض الآخر يتعلق بمواقف شخصية.
لقد أثبتت الأحداث المتلاحقة التي عصفت بالدول العربية بأن الأعداء يعتمدون على تفكك هذه الدول وضعفها، إضافة إلى عزلها عن بعضها البعض حتى لا يكون هنالك موقف مشترك إزاء أي قضية مصيرية، لكن الحل يكمن في الإيمان بوحدة المصير، والترفع عن المشاكل الذاتية، والعمل على توحيد المواقف
وقد بقي تساؤل واحد حول السبب وراء عدم اتحاد العرب رغم جميع الوقائع التي تثبت أن التحرك على خط سياسي واحد -وهو ما لم يتحقق إلى اليوم- هو الحل ليكون لهذه الدول وزن أمام القوى العالمية، ولدرء الأخطار التي تزداد يوماً بعد يوم، مهددة في كثير من الأحيان شعوب ومقدرات بعض الدول.
ورغم المحاولات الجادة لجامعة الدول العربية في تعزيز العمل العربي المشترك، إلا أنه بقي يواجه أزمة حقيقية منذ البداية وشهد انحساراً عاماً بعد عام، بسبب ازدياد حالات الخلاف السياسي حول أزمات المنطقة، وتباين الرؤى السياسية للقضايا الداخلية والخارجية في الأقطار العربية، إضافة إلى نجاح القوى المعادية في فرض التمزق العربي.
إلا أن التحركات الأخيرة لدول الخليج في تجسير الهوة بين كافة الدول العربية، للاصطفاف جنباً إلى جنب ضد الأخطار المحدقة، خطوة كبيرة وأمل جديد لبدء توحيد الموقف العربي والتحلي بإرادة موحدة، رغم العقبات، متخذين من المصير المشترك منطلقاً للوصول إلى وحدة الكلمة، حيث أظهرت هذه الدول دعماً كبيراً للعديد من القضايا العربية المركزية، ثم أسهمت في حفظ وتعزيز الأمن القومي العربي عبر العديد من المواقف التاريخية في الملفات كافة، وتحقيق التطلعات في الاستقرار والتنمية والأمن، وإعادة الأمة إلى مكانها وتأثيرها الطبيعي في أحداث المنطقة والوقوف بحزم في وجه الأطماع والمؤامرات التي تحاك ضدها.
لقد أثبتت الأحداث المتلاحقة التي عصفت بالدول العربية بأن الأعداء يعتمدون على تفكك هذه الدول وضعفها، إضافة إلى عزلها عن بعضها البعض حتى لا يكون هنالك موقف مشترك إزاء أي قضية مصيرية، لكن الحل يكمن في الإيمان بوحدة المصير والترفع عن المشاكل الذاتية والعمل على توحيد المواقف للوقوف في وجه التيارات الخارجية المعادية أياً كان مشربها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة