الجزائر بعيون واشنطن: حنكة دبلوماسية وصوت مسموع
أكدت واشنطن على "جدية" الرئيس الأمريكي جو بايدن للتعاون مع الجزائر في القضايا الإقليمية، وتعويلها على "صوتها المسموع" بالمنطقة.
جاء ذلك على لسان جوي هود مساعد وزير الخارجية الأمريكية المكلف بالشرق الأدنى، في ختام زيارته للجزائر.
وقال هود إن واشنطن "تعول على حنكة الجزائر الدبلوماسية، للمساهمة في حل الأزمة الليبية وفي منطقة الساحل الأفريقي".
- "الحوار الاستراتيجي والإرهاب".. محور مباحثات الجزائر وأمريكا
- إسبر بالجزائر للمرة الأولى منذ 15 عاما.. استقبال رئاسي
المسؤول الأمريكي أشار في تصريحات صحفية إلى أن وجهات نظر البلدين في عدد من الملفات الإقليمية والدولية على رأسها الأزمة الليبية ومنطقتي الساحل وشمال أفريقيا "متقاربة للغاية"، مركزا في ذلك على تطابق رؤية البلدين حول ضرورة خروج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية.
ونوه المسؤول الأمريكي بـ"حنكة الدبلوماسية الجزائرية" التي أكد أن بلاده "تعول عليها" لحل أزمات المنطقة، معرباً عن "تفاؤله" بتواجد المخضرم رمطان لعمامرة على رأس الجهاز الدبلوماسي الجزائري.
وأضاف هود: "دور الجزائر مهم للغاية في حل الأزمات وصوتها المسموع في المنطقة وخارجها، وعليه تتطلع الولايات المتحدة للاستفادة من هذه الحنكة الدبلوماسية لتسوية هذه القضية المهمة".
وتابع: "واشنطن تعلم أن الجزائر لديها نفس وجهة نظر الولايات المتحدة حول تسوية الوضع في ليبيا، ولذا صمّمت العمل معها على الأهداف المشتركة والمتمثلة أساساً في التحاور مع الحلفاء والشركاء حول كيفية تعزيز الظروف بالطريقة التي تسمح بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، في أسرع وقت ممكن، والسير نحو تنظيم الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
ولفت أيضا إلى أن بلاده "تعلم بأن الجزائر من خلال وزير خارجيتها رمطان لعمامرة لها صوت مهم للغاية في هذه القضية وخارجها، ونحن نتطلع للعمل مع الحكومة الجزائرية بشأن هذا الموضوع".
انسحاب المرتزقة
وكشف هود عن جهود أمريكية لانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، مضيفاً بأن واشنطن "تعمل مع شركائها وحلفائها، نتحدث مع تركيا وروسيا ومع الأوروبيين وكل الأطراف الأخرى وخاصة الليبيين".
وشدد على "الأولوية القصوى لإخراج جميع القوات الأجنبية ووضع حد لكل التدخلات العسكرية الأجنبية، وحتى العملاء داخل ليبيا، حتى يتمكن الشعب الليبي من استعادة سيادته الكاملة".
واعتبر أن ذلك "يمكّن الحكومة المنتخبة في ديسمبر/كانون الأول المقبل أن تقرر ما هي العلاقات التي تريد أن تقيمها مع الدول الأخرى بمفردها دون الضغط الذي تمثله القوات العسكرية في أراضيها".
واختتم جوي هود زيارة رسمية للجزائر، التقى خلالها عددا من المسؤولين الجزائريين، بينهم رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، ووزيري التجارة كمال رزيق، والخارجية رمطان لعمامرة.
وأشار بيان لـ"الخارجية الجزائرية" حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إلى أن اللقاء "شكّل فرصة لتباحث سبل تعزيز الحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، وكذا استعراض آفاق ترقية حلول سياسية وسلمية لمختلف الأزمات التي تقوّض السلم والأمن في منطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط".
وتعتبر واشنطن الجزائر "حليفاً استراتيجياً وموثوقاً" في الحرب على الإرهاب، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء.
وأطلقت الجزائر وواشنطن عام 2015 "حوارا استراتيجياً في المجالين السياسي والعسكري ومكافحة الإرهاب".
وكان لزيارة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق مارك إسبر الأولى من نوعها لوزير دفاع أمريكي للجزائر منذ 15 عاماً، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دور مهم في إعادة تفعيل التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتنسيق بينهما لحل أزمات المنطقة.