التطرف الديني الذي شهده العالم عبر العصور لم ينتج عنه غير الدمار والخراب والعداء وسفك الدماء.
الهم يشغلنا والبحث عن إظهار الحقيقة وسبل التوعية مستمر..
الدين راحة لولا قوى الشر التي صنعت التطرف وأكستنا مساحة بين تبرير الإرهاب يشعر فيها المؤمن بالهم والذل، وطريق الحق مسؤولية إنسانية.
التطرف الديني الذي شهده العالم عبر العصور لم ينتج عنه غير الدمار والخراب والعداء وسفك الدماء.
والمشكل ليس في الدين بل فيمن يريدون أن يستعملوه ويوظفوه لتحقيق مصالحهم وأطماعهم الشخصية.
لو ترك للناس فَهْم الدين بينهم وبين رجال دين أمناء صادقين وقراءة الكتب السماوية والبحث فيها بعقولهم لعاش العالم في خير وسلام، لسماحة كل الديانات ورحمة الله، وتفتح كل الأديان دون إقصاء، لكن مطامع البشر ومن في السلطة عبر التاريخ أثبت استغلال الدين بشكل مرعب.
الحل بأيدينا يجب ألا نستسلم، ودور النخب في بلداننا هو التفرغ لتوعية الناس بخطر استمرار الأوضاع لما هي عليه، ودور الحكومات دعم أصحاب الأفكار الدينية التنويرية وتعزيز مواقعهم، واستعادة كل المنابر من التعليم إلى الإعلام لتوعية شعوبنا وفتح أعينهم ليروا الصورة كبيرة وحقيقة المضللين
اليوم يعود الوجه الأسود للتاريخ الدموي الذي يقوده طمع القادة وجهل الحكام في أكبر تجلياته عبر سيطرة حكم الملالي الإيراني الذي أغلق عقول شعبه وخنق أنفاسهم بين العمامة والعباءة، وجشع أردوغان الذي يستعمل الدين للبقاء في الحكم، وعلى سوء حالة شعبه الاقتصادية وتراجع اقتصاد بلاده يعيش هو شخصيا وأقرباؤه بذخ السلاطين.
وإذا شخصنا حالتنا "نحن" الآن وما تمر به منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أوضاع مأساوية لرأينا أن توظيف الدين لغسل عقول شعوبنا وإبعادهم عن حقيقته (الدين)، وجهل الشعوب في بعض المناطق وغياب الوعي في مناطق أخرى هو ما أوصلنا إلى شعوب مشردة، وبلدان مدمرة، وحكومات مفككة، جعل فيها الطامعون الدّين طعما لمن أحبوا الله بإخلاص، لكن جهلوا الحقائق عن دينهم.
"نحن" تركنا المجال لحكومات تحمل أحلام التمدد والنفوذ لتخترق وتنتهك حرمات بلداننا باسم الدين، الدعم القطري والتركي للإخونجية مكنهم من استضعاف عقول شعوبنا ونهش معتقداتهم وزرع الحقد فيهم.
ودعم حكومات إيران المتتالية منذ نهاية السبعينيات أن تبث العداوة بين طوائف مسلمة كانوا يعيشون في سلام وتسامح لأجيال.
"هُمْ" أبعدوا الدين عن السياسة، فتعزز الإيمان بالله وأنتجت الحريات الدينية تقبلا لمختلف الديانات والطوائف، وإبعاد الكنيسة والمعابد عن السياسة والحكومات نجح في ازدهار الشعوب وتنمية وعيهم.
الدين عند "هُمْ" على اختلاف دياناتهم فهموه بالطريقة الصحيحة، هو علاقة العبد بخالقه، ودرجات الإيمان يحاسب عليها الله وتأتي برغبة داخلية وهداية إلهية.
الدّين عند "هم" حرية شخصية ليس من حق الحاكم أو رجل الدين أن يوجهها في أي اتجاه، وهذا ما أسهم في تعزيز ثقة الإنسان في معتقده، وأن يعيش مساحات من الحرية في إطار هذا المعتقد، ويتقبل الآخر ويبدع ثقافيا وعلميا وإنسانيا.
الدين عند "هم" حق عام يمكنهم التحدث فيه وقبول الاختلاف، لكن قانونيا يمنع رفض الآخر على أساس جنسه أو أصله، خاصة على أساس دينه.
و"نحن" الذين حثنا دين الإسلام على تقبل الآخر، والاستماع له بصدر رحب، وتفهم الاختلافات بين الشعوب و"القبائل" وأن لا فرق بيننا جميعا إلا بـ"التقوى"، سقطنا اليوم في صورة بشعة بسبب المتطرفين، جعلنا الآخر الذي تقبلنا وأقبل على ديانتنا لعقود يراجع نفسه اليوم وأتحدث عن الإنسان المعاصر.
إيران محور الشر، وتركيا محور الأطماع في الآخرين بسبب رئيس يعيش بذخ العيش ليس على حساب شعبه فقط بل على حساب شعوبنا، ولنا أن نسأل من الذي نهب خيرات سوريا مستغلا الحرب، فقط بعض الأبحاث البسيطة عن نشاط قوات أردوغان هناك تحت غطاء الدين ستكشف الحقيقة.
وإذا نظرنا إلى العراق وما حلّ به من خراب، والفساد المتفشي فيها اليوم، من وراءه "الغرب"؟ وحده؟
الخراب الأكبر كان بسبب السواد الإيراني، ودين "الحزن" الذي فرضه أصحاب العمائم على أرض العراق ليفرقوا بين شعبها ويشتتوا شملها إلى أجل غير معلوم.
الدّين حرية والإيمان راحة.. لكن غياب الوعي واستغلال قوى الظلم والظلام لظروف شعوب تمر بأزمات اقتصادية أو اجتماعية أو غياب الوعي مكنهم من نقل مجتمعاتنا ودولنا إلى مناطق وعرة يصعب الخروج منها.
والحل بأيدينا يجب ألا نستسلم، ودور النخب في بلداننا هو التفرغ لتوعية الناس بخطر استمرار الأوضاع لما هي عليه، ودور الحكومات دعم أصحاب الأفكار الدينية التنويرية وتعزيز مواقعهم، واستعادة كل المنابر من التعليم إلى الإعلام لتوعية شعوبنا وفتح أعينهم ليروا الصورة كبيرة وحقيقة المضللين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة