قادة دول غرب أفريقيا يُرجئون بحث عقوبات "المجالس الانقلابية"
لم يتمكن قادة دول غرب أفريقيا، السبت، من الاتفاق على تخفيف العقوبات على المجالس العسكرية الانقلابية في مالي وبوركينا فاسو وغينيا.
وقال مسؤول في رئاسة غانا، طلب عدم الكشف عن هويته، إن قرارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" قد "أُرجئت إلى قمة أخرى هنا في أكرا في 3 يوليو/تموز".
- غرب أفريقيا.. كرة بين لاعبين دوليين في ساحة ينهشها الإرهاب
- دول غرب أفريقيا تمتنع عن فرض عقوبات على بوركينا فاسو
وأوضح مشارك في القمة فضّل أيضًا عدم الكشف عن هويته أن "رؤساء الدول لم يتمكّنوا من الاتفاق خصوصًا بشأن مالي".
وافتتح رئيس غانا نانا أكوفو أدو القمة بحضور قادة غالبية الدول الـ15 المنضوية في المجموعة بغياب أي ممثل لمالي وبوركينا فاسو وغينيا.
وقال الرئيس الغاني، إن "القمة الحالية ستجري إعادة نظر وتقييم للأوضاع في مالي وغينيا وبوركينا فاسو في ضوء التطورات الأخيرة في السياقين الإقليمي والعالمي".
وتابع "هدفنا هو دائما إيجاد السبل لمساعدة هذه البلدان في العودة إلى النظام الدستوري".
وعضوية كل من غينيا وبوركينا فاسو ومالي في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا معلّقة حاليا.
وبعدما فرضت عقوبات على مالي، تواجه غينيا وبوركينا فاسو مخاطر فرض المجموعة عقوبات إضافية عليهما بعدما أعلن المجلسان العسكريان الانقلابيان في الدولتين أنهما يعتزمان التمسك بالسلطة مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وشهد غرب أفريقيا انقلابات عدة خلال أقل من عامين، اثنان في باماكو وواحد في غينيا كوناكري في سبتمبر/أيلول الماضي وآخر في واجادوجو في كانون الثاني/يناير.
وتسعى "إيكواس" إلى منع تمدد انعدام الاستقرار السياسي إلى دول أخرى، وقد عقدت قمما وشددت الضغوط على المجالس العسكرية الانقلابية لتقليص مدد "الفترات الانتقالية" التي يفترض أن يعيد إثرها العسكر السلطة للمدنيين.
لكن القادة الانقلابيين الكولونيل أسيمي جويتا في مالي والكولونيل مامادي دومبويا في غينيا واللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوجو داميبا في بوركينا فاسو، تجاهلوا هذه الضغوط وأدوا القسم بصفتهم رؤساء.
ويشدد القادة الانقلابيون على أن حدة الأزمات الداخلية من التمرد الإرهابي إلى المشاكل الاجتماعية، تتطلب مزيدا من الوقت لإعادة بناء دولهم وتنظيم الانتخابات.
وأشار تقرير أممي نشر الأسبوع الماضي إلى أن العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أدت إلى تدهور الظروف المعيشية، خصوصا لدى الفقراء.
وتواجه مالي التي تعد من البلدان الأكثر اضطرابا والأكثر فقرا في العالم تمردا إرهابيا مستمرا منذ عشر سنوات لم ينجح نشر قوات أجنبية في وقفه، بدأ بانتفاضة محلية ما لبث أن اتسّع نطاقها إلى النيجر وبوركينا فاسو.
وابتعد المجلس العسكري الحاكم عن فرنسا وشركائها واتجه نحو روسيا لمحاولة وقف التمدد الإرهابي.
وأودت أعمال العنف في مالي بآلاف من المدنيين والعسكريين، وأدّت إلى نزوح مئات الآلاف.
وقررت "إيكواس" إغلاق الحدود وتعليق التبادلات التجارية والمالية، باستثناء تلك المتصلة بالاحتياجات الأساسية.
وفي غينيا أطاحت القوات المسلّحة الرئيس ألفا كوندي في سبتمبر/أيلول الماضي وتعهّدت بإعادة السلطة إلى المدنيين خلال 3 سنوات.
وأُسقطت حكومة بوركينا فاسو في كانون الثاني/يناير، بعدما أطاح قادة عسكريون بالرئيس المنتخب روك مارك كريستيان كابوري متّهمين إياه بالتقصير في التصدي للإرهابيين.
وبعد فترة هدوء نسبي أعقبت توليه السلطة، يواجه داميبا تصعيدا في الهجمات من الجماعات المسلحة أودت بأكثر من 200 مدني وعسكري منذ منتصف مارس/آذار.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز