في بعض الأحيان تتساوى معادلات الموت والحياة، فهؤلاء الأفغان الذين تساقطوا من ظهر طائرة إجلاء أمريكية لم يجدوا لهم مكانا على متنها، كانت المعادلة لديهم صفرية الموت هو المصير الحتمي سواء السقوط من الهواء أو برصاصة لمسلح.
ورغم هذا المشهد المأسوي فهناك آخرون كان الحظ حليفا لهم وتمكنوا من الفرار قبيل وأثناء سيطرة حركة طالبان على البلاد في هجوم كاسح أذهل كل المتابعين.
والآن بعد أن جلس قادة الحركة في القصور الأفغانية، يتخوف كثيرون من السياسة المستقبلية التي قد تنتهجها الحركة، وفي مخيلتهم ذكريات التشدد التي مارسها نفس القادة إبان فترة الحكم الأولى في التسعينيات.
ومن أبزر هذه المخاوف عودة التنسيق بين الحركة وتنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان سببا في هجمات 11 سبتمبر التي جرت الخراب على البلاد في 2001، وعودة المتطرفين إلى تصدر المشهد مرة أخرى.
أو أن تتحول البلاد إلى بؤرة للصراع في المنطقة في ظل تكون حركة طالبان من مقاتلين من عرقية البشتون، والتي تثير حساسية باقي عرقيات الأفغان، في أثناء محاولة الحركة التي تمكنت من السيطرة على الحكم بقوة السلاح من فرض رؤيتها على الآخرين.
وكذلك التخوف من القيام بعمليات انتقامية من قادة الدولة الأفغانية السابقين، وإن الحركة تحاول تدارك هذا الأمر من خلال إصدار عفو عام عن الإدارة السابقة ومطالبة الجميع بالبقاء في أماكنهم وتسيير أعمال الحكومة.
والتخوف الأكبر يأتي من وجهة نظر طالبان للمرأة وحقوق الإنسان، ولكنهم أعلنوا أن سيسمحوا للمرأة بالذهاب إلى العمل شرط ارتداء الحجاب، وكذلك مواصلة الفتيات لتعليمهن محجبات أيضا.
من المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حبلى بكثير من الأحداث على الساحة الأفغانية وما علينا سوى الانتظار لمعرفة ما سيحدث.