صداع كوريا الشمالية.. خلاف عميق بين البيت الأبيض والبنتاجون
البيت الأبيض أظهر خلال الأسابيع الأخيرة عدم رضاه عما اعتبره تقاعس البنتاجون عن تقديم خيارات لضربة عسكرية ضد كوريا الشمالية.
أظهر البيت الأبيض خلال الأسابيع الأخيرة، عدم رضاه عما اعتبره تقاعس البنتاجون عن تقديم خيارات ضربة عسكرية ضد كوريا الشمالية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دلالة جديدة على انقسام الإدراة حول كيفية مواجهة نظام كيم جونج أون.
- كوريا الشمالية تحذر واشنطن وسول من إجراء مناورات عسكرية
- استطلاع: كوريا الشمالية القضية الأهم للناخب الجمهوري
ووفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين، فإن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر يعتقد أنه كي تكون تحذيرات ترامب لكوريا الشمالية ذات مصداقية يجب أن يكون لدى الولايات المتحدة خطط عسكرية معدة جيدا.
وأضاف تقرير الصحيفة، أن البنتاجون في المقابل قلق بشأن التحرك السريع للبيت الأبيض تجاه خيار العمل العسكري بشبه الجزيرة الكورية، الذي يمكن أن يتفاقم بشكل كارثي، مشيرا إلى أن تقديم الكثير من الخيارات إلى الرئيس يمكنها زيادة احتمالية لجوء ترامب لهذا الخيار.
وبرزت التوترات هذا الأسبوع مع تكشف تخلي البيت الأبيض عن خطط تسمية الخبير الكوري فيكتور تشا سفيرا لكوريا الجنوبية، ورجح تشا أنه تم تنحيته جانبا بسبب تحذيره للمسؤولين في الإدارة الأمريكية من ضربة عسكرية "وقائية"، التي قال لاحقا إنها "قد تتحول إلى حرب تسفر عن مقتل عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف من الأمريكيين".
لكن الانقسامات تعود إلى شهور، عندما أجرت كوريا الشمالية اختبارًا لصاروخ باليستي عابر للقارات في يوليو/تموز الماضي بمقدوره الوصول إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وحينها عقد مجلس الأمن القومي اجتماعًا عبر الهاتف، تضمن وزير الدفاع جيم ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون.
وتبادل ماتيس وتيلرسون الشكاوى بشأن سلسلة الاجتماعات التي عقدت من أجل بحث الخيارات بشأن كوريا الشمالية، والتي رأى كل منهما أنها تميل إلى العدوانية.
ويبحث مسؤولون أمريكيون عن خيارات أخرى أقل تكلفة من الحرب، ومنها إمكانية توجيه ضربة وقائية يمكن أن تتضمن تعطيل صاروخ بمنصة الإطلاق أو تدمير البنية النووية لكوريا الشمالية بأكملها، ويقال إن المسؤولين الأمريكيين يفكرون في وسائل مستترة لتعطيل البرامج النووية والصاروخية.
وقالوا إنه في حين يفضّل مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، الحل الدبلوماسي لهذا المأزق، إلا أنه يؤكد لزملائه أن المجهودات السابقة للتفاوض مع كوريا الشمالية أجبرت الولايات المتحدة على تقديم تنازلات غير مقبولة.
لكن البنتاجون لديه وجهة نظر مختلفة، حيث يتجادل كل من ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد بشأن استخدام الدبلوماسية، وقالا مرارًا وتكرارًا إنه يوجد عدد قليل من الخيارات العسكرية، إن وجدت، لن تدفع كوريا الشمالية للانتقام.
لكن حتى مجرد ضربة محدودة تخاطر بالتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا، وقال الخبير الكوري فيكتور تشا إن الفرضية بأن تلك الضربة ستجعل كيم يدرك جدية الولايات المتحدة وتدفعه للعودة إلى طاولة المفاوضات، واهية.