كثير من الناس في جميع أنحاء العالم يتساءلون لماذا هيلاري كلينتون - رغم أنها أكثر استعداداً وأكثر ملاءمة للرئاسة الأمريكية من منافسها دونالد ترامب - لا تتحرك بسرعة للفوز
كثير من الناس في جميع أنحاء العالم يتساءلون لماذا هيلاري كلينتون - رغم أنها أكثر استعداداً وأكثر ملاءمة للرئاسة الأمريكية من منافسها دونالد ترامب - لا تتحرك بسرعة للفوز. العديد من الأمريكيين يتقاسمون حيرة العالم.
قد تستمر استطلاعات الرأي الوطنية في التقلب حتى موعد الانتخابات في 8 نوفمبر/تشرين الثاني. لكن يحاول ترامب تضييق الخناق على كلينتون في الأسابيع الأخيرة، بل ويهدد باللحاق بها في تصويت المجمع الانتخابي، حيث إن سيطرة الديمقراطيين على أكثر الولايات اكتظاظاً بالسكان (نيويورك وكاليفورنيا) تعطي كلينتون أفضلية. لماذا يحدث هذا؟
بداية، على الرغم من معرفة ترامب المنعدمة بالحكم أو السياسة العامة، تمكّن من حيازة دعم معظم الجمهوريين. الدافع الأول هو كراهية الجمهوريين القديمة لكلينتون. والآخر هو المحكمة العليا، التي لديها بالفعل مقعد واحد شاغر للرئيس المقبل، ومن المرجح أن يكون لديها أكثر خلال السنوات الأربع المقبلة.
استغل ترامب أيضاً المخاوف الاقتصادية لدى الكثير من الأمريكيين، مع استخدام نفس الغضب المعادي للمهاجرين والمضاد للنخبة الذي يجتاح الدول الأوروبية. لكن لا يمكن لترامب الفوز لمجرد الاعتماد فقط على الرجال البيض دون المستوى الجامعي.
في هذه الأثناء، تواجه كلينتون صعوباتها الخاصة لإعادة بناء ائتلاف الرئيس باراك أوباما من النساء الأمريكيات الإفريقيات، اللاتينيات، وجيل الألفية. كثير من الشباب الذين أيدوا بحماسة ، الخصم الأساسي الديمقراطي لكلينتون، السيناتور بيرني ساندرز، قد تجاهلوا توجيهات ساندرز الشخصية لدعم كلينتون، ويقولون إنهم سيصوتون لمرشح الحزب الثالث، والذي من شأنه أن يساعد ترامب.
تصريحات ترامب، المختصرة والمترددة، ذكّرت الجميع أنه هو نفسه أحد أبرز العنصريين على الإطلاق. لكن جهوده لدرء الضرر أعطت نتائج عكسية فيما بعد، لأنه ادعى كذباً أن كلينتون وحملتها الرئاسية لعام 2008 هي التي بدأت شائعات عنصرية. وقد استخدمت العديد من وكالات الأنباء أخيراً كلمة «كذب» في تغطيتها لترامب، الذي كان قد تجاوز تماماً الافتراءات الماضية.
ولا تذكر مكاسب ترامب الانتخابية الأخيرة شيئاً عن تقدمه كمرشح مثلما تفعل حول نقاط ضعف كلينتون وسوء حظها.
لكن قد خلقت كلينتون أيضاً بعض مشاكلها الخاصة. سوء حكمها في استخدام بريدها الإلكتروني الخاص كوزيرة للخارجية، جعلت المخاطرة بالكشف عن وثائق سرية عبئاً مزمناً على حملتها الاٍنتخابية. وقد زادت من حدة المشكلة عندما ادعت زوراً أن أسلافها قد فعلوا الشيء نفسه، وأن المسؤولين الأمنيين لوزارة الخارجية قد أكدوا ذلك. وأضافت قصة البريد الإلكتروني إلى انطباع الناخبين الطويل الأمد أن كلينتون ليست «صادقة وجديرة بالثقة»، وهذا يعرّضها لهجمات من الخصوم على اليمين.
كما نشأت قضية جديدة لكلينتون في أغسطس/آب، عندما ذكرت وكالة الأنباء أن العديد من المتبرعين لمؤسسة كلينتون تلقوا معاملة خاصة من قبل وزارة الخارجية خلال ولاية كلينتون، غالباً من أجل الفوز بموعد معها.
وفي هذه الأثناء، بدأ مركز واشنطن بتقديم تقارير عن النفقات المشكوك فيها - وربما غير القانونية - لمؤسسة ترامب الخيرية. ترامب، الذي لم يتبرع لمؤسسته منذ عام 2008، استخدم في وقت لاحق أموالها لشراء سلع شخصية (بما في ذلك لوحة كبيرة تحمل صورته) ولدفع تسويات قضائية. سابقاً، تم اكتشاف أن أموال مؤسسة ترامب قد استخدمت للمساهمة في الحملات الانتخابية للمحامين العامين في ولايتي فلوريدا وتكساس، ولم يكن ذلك قانونياً أيضاً.
وأخيراً، كان من سوء حظ كلينتون أن أصيبت بمرض، مع تصوير فيديو الهاتف يظهر انهيارها حين غادرت في وقت مبكر حفلاً أقيم في مدينة نيويورك في ذكرى الهجوم الإرهابي 11 سبتمبر 2001. وأضاف هذا مزيداً من الوقود لتكهنات وسائل الاعلام اليمينية على أنها في حالة صحية سيئة.
صادفت فترة نقاهتها لأربعة أيام الوقت الذي أثارت فيه كلينتون قضية لماذا ينبغي على الناس أن يصوّتوا لها، بدلاً من لماذا يجب ألا يصوتوا لترامب. وحين استأنفت الحملة الانتخابية، حدثت تفجيرات في نيويورك ونيو جيرسي، وإطلاق النار من شرطيين آخرين على أمريكيين أفارقة غير مسلحين، مما حفز على القيام بتظاهرات في ولاية كارولينا الشمالية، وهي ولاية متأرجحة، وغيرت الأحداث الحوار الوطني، كما قام ترامب كالعادة، باللعب على الانقسامات العرقية وإلقاء اللوم على أوباما وكلينتون.
نقلا عن / الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة