الإيرانيون ثالث أكبر جنسية في العالم طلبا للتأشيرة الأمريكية
أرقام تفصيلية حصلت عليها "العين الإخبارية" تشير إلى تزايد أعداد الإيرانيين والأتراك والقطريين الراغبين في الهجرة إلى أمريكا.
أصبح الإيرانيون ثالث أكثر الشعوب طلبا لبرنامج الهجرة العشوائية الأمريكية خلال عام 2018 بزيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية وزيادة التحذيرات من انهيار وشيك لنظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران.
وحصلت "العين الإخبارية" على الأرقام التفصيلية للمتقدمين لبرنامج الهجرة العشوائية الأمريكية هذا العام، حيث تقدم للبرنامج من إيران مليون و624 ألف و204 أشخاص، بزيادة ملحوظة عن عدد المتقدمين عام 2017 الذي بلغ مليون 390 ألفا و853 شخصا مقابل مليون و203 آلاف و531 شخصا في 2016، وذلك للمنافسة على 4 آلاف و500 تأشيرة هجرة للولايات المتحدة.
تواصل موجات الاحتجاج الشعبية ضد سياسات النظام الإيراني القمعية في الداخل والخارج، والخوف من زيادة تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا سيما مع استمرار النظام في مغامراته الخارجية ودعمه للإرهاب، جعلت زيادة أعداد المتقدمين لبرنامج الهجرة الأمريكي متوقعا ولا يمثل مفاجأة بحسب سياسيين ومراقبين.
إيران التي جاءت في المركز الثالث كأكبر الدول المتقدمة في البرنامج بعد غانا وأوزباكستان، لم تكن وحدها التي زادت أعداد مواطنيها المتقدمين إلى البرنامج الأمريكي، ولكن حليفتها قطر تقدمت هذا العام بواقع 8 آلاف و728 شخصا، بعد أن كانوا 7 آلاف و381 متقدما في 2017، و5 آلاف و776 في 2016، وكذلك تركيا تضاعف عدد مواطنيها الراغبين في الهجرة إلى الولايات المتحدة بواقع 406 آلاف و929 متقدما هذا العام في مقابل 245 ألفا و493 متقدما في 2016.
وقالت الدكتورة كاثرين يبالو، أستاذة العلوم السياسية بجامعة فلوريدا الدولية، لـ"العين الإخبارية"، إن الإقبال على برنامج الهجرة العشوائية للولايات المتحدة الأمريكية من الإيرانيين ليس مفاجأة؛ لأنهم من أكثر الجنسيات إقبالا على الهجرة للولايات المتحدة للهروب من جحيم نظام ولاية الفقيه.
وأوضحت أستاذة العلوم السياسية الأمريكية أن النظام الإيراني يحاول طيلة الوقت الترويج لأن غالبية مواطنيه يعدون الولايات المتحدة بمثابة العدو، في محاولة لإيجاد شرعية شعبية لسياساته تجاه واشنطن، وهو ما تكذبه الأرقام التي تشير في آخر 3 سنوات إلى أن إيران من أكثر دول العالم رغبة في الحصول على تأشيرات هجرة للولايات المتحدة عبر برنامج الهجرة العشوائي.
وتابعت ديبالو أن الأرقام الأخيرة للإيرانيين تعد مؤشرا واضحا على الرغبة في الهروب من براثن النظام، حتى بعد العقوبات المشددة التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران بسبب برنامجها النووي و الصاروخي والأنشطة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة أن النتائج الأخيرة للبرنامج تعد مؤشرا آخر على حالة السخط من النظام بعد المظاهرات التي تنتشر في البلاد احتجاجا على سوء الأوضاع منذ بداية العام تقريبا.
ومن جانبه قال مسؤول في إدارة برنامج الهجرة العشوائية بوزارة الخارجية الأمريكية لـ"العين الإخبارية" إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست لديها خطط حالية لإلغاء البرنامج، موضحا أنه ملزم قانونا، وإلغائه أو تعديله يتطلب تعديلات على القانون الخاص به.
ورصد تقرير حديث معدل الاحتجاجات الشعبية داخل إيران على مدار نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في ظل تردي أوضاع المعيشة ومواصلة طهران إنفاق مليارات الدولارات على مليشيات عسكرية خارج الحدود لتنفيذ خطط تخريبية.
وأشار التقرير الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية -تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه- إلى أن الشهر الماضي وحده شهد نحو 911 حركة احتجاجية في قرابة 171 مدينة، لافتا إلى أن شرائح اجتماعية مختلفة شاركت بها لمناهضة النظام.
كما أظهرت أرقام رسمية صادرة عن دائرة الاستخبارات في الشرطة الإيرانية تزايد معدلات حالات السطو على المنازل بالعاصمة طهران ومدن أخرى في الأشهر الأخيرة بالتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، تصريحات أدلى بها رضا مؤذن رئيس وحدة مكافحة السرقة والسطو المسلح باستخبارات الشرطة المحلية، مشيرا إلى أن الوقائع المسجلة لجرائم سرقة منازل في البلاد تراوحت نسبة ارتفاعها بين 7 لـ8% مقارنة بالفترة نفسها قبل عام واحد.
ويعاني كثير من الإيرانيين أوضاعا معيشية مؤسفة اشتدت وطأتها طيلة عام 2018، بسبب فشل حكومة طهران في الحد من انهيار قيمة الريال لأقل من الثلثين أمام الدولار الأمريكي، إضافة إلى تسارع موجات غلاء السلع والبضائع الأساسية.