عمل جاهدا منذ ولادته على ترجمة حلمه بالإمارات العصية الشامخة الآمنة المطمئنة بشعبها المحب للخير.
محطتان زمنيتان تتمثلان في عامنا هذا الذي أعلنته قيادتنا الرشيدة عاما للخير والعام المقبل الذي أعلنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، عاما للشيخ زايد بمناسبة ذكرى مرور 100 سنة على ميلاد الوالد الراحل المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإبرازا لدوره في تأسيس وبناء ونهضة الدولة إلى جانب إنجازاته إقليميا وعالميا، وتجسيد مكانته الاستثنائية والفريدة محليا وعربيا ودوليا.
محطتان تحملان لنا مسؤوليات وطنية عديدة تقع على عاتقنا نحن أبناء المجتمع الإماراتي المواطن والمقيم، وهي مسؤوليات أخلاقية تقع في صلب منظومة وطنية قائمة على ثلاثية الوفاء والولاء والانتماء.
هي إذا دعوة كريمة من لَدُن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بثّها إلى كل مواطن ومقيم، محمّلة بكل الحب والوفاء والتكريم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، عبر تدوينات سموّه في موقع تويتر أن يكون عام 2018 عام زايد، تجسيدا للمكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له لدى كل إماراتي، وقال سموّه: "الشيخ زايد.. القائد المؤسس لدولة الاتحاد وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها على المستويات كافة، والشيخ زايد رمز الحكمة والخير والعطاء ليس في الإمارات والخليج فحسب وإنما على المستويين العربي والدولي"، مشيدا سموّه بمواقف الشيخ زايد ومبادراته التي لا تزال شاهدة على استثنائيته بوصفه قائدا عصريا يحظى بتقدير شعوب ودول المنطقة والعالم.
يستحق الشيخ زايد هذا الوفاء الذي يجعل من كل فرد من عيال زايد أمينا على إرثه وتاريخه وصورته كرمز للوجدان الوطني والإنساني، ويجعلنا مسؤولين مسؤولية كاملة عن إعداد برنامج وطني لإحياء مئوية الخير، مئوية زايد الخير؛ فالشخصية المحتفى بها هي الأجدر، لا إماراتيا بل عربيا وعالميا، بأن تكون قدوة كل أهل الخير في كل أرجاء الكون، وهو الذي سعى، ومنذ اللحظة الأولى لتسلّمه مقاليد الحكم، إلى ترسيخ مكانة ومقام دولة وُضع لها هدف أن تكون الرائدة بين الدول، والقائدة بين أمم الأرض.
كما أنه عمل جاهدا منذ ولادته على ترجمة حلمه بالإمارات العصية الشامخة الآمنة المطمئنة بشعبها المحب للخير والعامل لأجل السلام والمؤمن بالانفتاح والتسامح والحوار، ولم يتوقف دوره عند ذلك فقط، بل استطاع أن يمد جسور التواصل الإنساني مع كل العالم وأن يكون قريبا من زعماء الدول وكبار رجال السياسة والفكر، بل أن يكون مدرسة في الحكمة والمنطق، حتى صار لقب حكيم العرب لقبه الذي لا يليق بأحد سواه.
وهنا، لا يجب أن نكتفي بالاحتفاء بشخصية الوالد الشيخ زايد في الشق السياسي والدبلوماسي والفكري المتصالح مع الذات والمنفتح على العالم والمؤثر في سياسات الدول ومصير المنطقة العربية من المحيط إلى الخليج، بل علينا أن ننظر بعين التقدير الكبير لما حققه من بناء عجزت عنه كبريات المؤسسات والحكومات، واستسلمت أمام عقباته الإرادات والميزانيات والإمكانيات؛ ففي حين رأينا دولا تصدرت ترتيب الثروات النفطية والموارد الطبيعية تتقهقر وتنهار، أو يتآكل بناؤها بالفساد والبيروقراطية، رأينا في المقابل القائد زايد وهو يوجّه بالتشجير والتعمير والاستثمار في الجيل القادم، حتى باتت الإمارات في عهده واحة خضراء وسط صحراء، وجنة للناس من كل مكان، بل أصبحت منارة فكر وريادة وصار الإنجاز عاديا في دولة قدوتها زايد وتاريخها زايد ومستقبلها إرث زايد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة