شكوى سيدة ثلاثينية وسترة سائق شاحنة وراء "الغضب الأصفر" في فرنسا
حركة "السترات الصفراء" حققت أهدافها بتراجع الحكومة الفرنسية عن رفع الضرائب، لكن مفجريها منقسمون بشأن مستقبلها.
شكوى سيدة ثلاثينية في فرنسا تعاني تردي الأوضاع الاقتصادية، ودعوة سائق شاحنة للتظاهر بالسترات الصفراء، كانتا وراء اندلاع واحدة من أبرز الحركات الاحتجاجية في القارة العجوز، وكان نجاحها في تحقيق هدفها المعلن ملهما لتحركات مماثلة في بلدان أخرى.
و"السترات الصفراء" حركة شعبية ضمت مختلف أطياف الشعب الفرنسي، الذين خرجوا للاحتجاج على إجراءات الحكومة الفرنسية الرامية إلى زيادة أسعار الوقود وفرض ضريبة مباشرة على الديزل، فضلا عن ضريبة الكربون.
- السترات الصفراء.. قصة قمصان إلزامية "هزت فرنسا"
- احتجاجات فرنسا.. "الشارة الحمراء" تواجه "السترات الصفراء"
وأثرت الإجراءات الاقتصادية بصورة أكبر على سكان الضواحي والأقاليم الذين يستخدمون سياراتهم بشكل يومي للذهاب إلى العمل، بسبب بعدهم عن وسائل النقل العام.
ومنذ تفجر الاحتجاجات لم يستطع أي فصيل سياسي أو شخصية الزعم بدور مؤسس للحركة، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك رموزا وشخصيات بارزة تم اختيارهم كمتحدثين باسمها، بينهم سيدة ثلاثينية، تعد بمثابة مفجرة الشراراة الأولى للاحتجاجات، وهي بريسيليا لودوسكي.
واندلعت الشرارة الأولى لمظاهرات السترات الصفراء في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود والديزل، وانضمت لودوسكي لاحقا لتلك الاحتجاجات رغم دورها المؤسس في إطلاق شرارتها.
وترصد "العين الإخبارية" أبرز الرموز والشخصيات في الحركة.
بريسيليا لودوسكي.. الشرارة الأولى
تعيش لودوسكي (33 عاماً)، في منزل صغير في قرية "سافيني لوتومبل" بإقليم "سان إي مارن" قرب باريس، وتحت وطأة الغلاء بدأت في الإعراب عن غضبها وشكواها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونهاية مايو/أيار الماضي، نددت لودوسكي بثقل الضرائب على الفرنسيين ومشكلات التلوث البيئي في المدينة، وجمعت توقيعات من السكان على عريضة بمقترحات لحل تلك المشكلات.
وتدير لودوسكي محلاً صغيراً لبيع مستحضرات التجميل، وذلك بعدما كانت موظفة بأحد البنوك قبل الاستغناء عنها.
خطوات لودوسكي لم تجد اهتماما رسميا، إلا أنها كانت كافية لاجتذاب أنصار في أوساط الفرنسيين.
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثارت السيدة الفرنسية على مواقع التواصل الاجتماعي، أزمة ارتفاع أسعار الوقود، وكانت بحكم انتمائها للأقاليم، أكثر المتضررين من القرار.
وخطت لودوسكي خطوة أخرى على الطريق الذي سيفضي بها إلى أن تكون واحدة من رموز "السترات الصفراء"، إذ دعت للاحتجاجات ضد زيادة ضريبة الوقود، الأمر الذي قادها للتعرف على إريك دوريت، صاحب اقتراح التظاهر بـ"السترات الصفراء".
ووصفت مجلة "إل" الفرنسية النسائية، بريسيليا لودوسكي بأنها تخطت حاجز النقابات والأحزاب السياسية، وذلك لكونها شخصية مستقلة تعمل لحسابها الشخصي دون أي مآرب سياسية أو أغراض شخصية، وذلك عبر بثها مقاطع مصورة بتقنية البث المباشر عبر "فيسبوك".
ولودوسكي واحدة من المتحدثين الرسميين لتلك الحركة الاحتجاجية "غير المتجانسة" و"المستقلة"، وكانت ضمن الوفد الذي التقى وزير الانتقال البيئي فرنسوا روجيه، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
ونقلت مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" الفرنسية عن لودوسكي، قولها إن الإجراءات التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير كافية، ودعت لمواصلة التظاهر يوم غد السبت، لتدخل الحركة أسبوعها الخامس.
كما حثت الحكومة على الذهاب إلى أبعد من ذلك في خفض الضرائب، وقبول مبدأ الاستفتاءات حول القضايا التي تمس حياتهم.
إيريك دوريت.. أيقونة الاحتجاجات
يعمل إريك درويت، سائق شاحنة نقل ثقيل على الطريق السريع في "سان إي مارن"، وهو المؤسس لتلك الحركة بإطلاق دعوة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، للإضراب العام والاحتجاج بارتداء السترات الصفراء"، في الشوارع، في 17 نوفمبر/تشرين الماضي، للاعتراض على ارتفاع أسعار المحروقات، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وترتبط السترات الصفراء بمادة إلزامية في القانون الفرنسي كجزء من إجراءات السلامة.
ماكسيم نيكول.. دعاة التصعيد في الحركة
أحد الشخصيات البارزة في الحركة، دعا، الخميس الماضي، الفرنسيين إلى استمرار الاحتشاد، خلال كلمة ألقاها من أمام ساحة "جو دو بوم" عند قصر فرساي، بمدينة "إيفلين الفرنسية، أحد الأماكن الشهيرة المتصلة بالثورة الفرنسية 1789م.
جاكلين مورود.. الجناح المعتدل في الحركة
جاكلين مورود، شخصية أخرى في الحركة من الجناح المعتدل في "السترات الصفراء:، التي تدعو إلى التوقف عن الاحتجاجات والخروج الذكي من أعمال العنف، ومن ثم سيتم تغيير سياسة الحكومة بالطرق السلمية.
وقالت مورود في تصريحات لإذاعة "إر.تي.إل" الفرنسية: إن "الوقت قد حان لتغيير الحركة الآن، ويجب أن نتصرف بذكاء، الباب مفتوح للقاء أعضاء الحكومة".
بنجامين كوشي، وكريستوف تشالونسون
عضوان بارزان في الحركة، دَعَوَا، الخميس الماضي، إلى السماح لقوات الأمن بأداء وظيفتها"، خشية أن تخترق فصائل أو تنظيمات إرهابية الحركة للقيام بأعمال عنف.
وجاءت الدعوة بعد الهجوم الإرهابي في "ستراسبورج"، حيث ارتفع الضغط على "السترات الصفراء" للانضمام إلى طاولة المفاوضات والتخلي عن "الأسبوع الخامس" للاحتجاجات التي شهدت وفاة المتظاهر السادس.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA==
جزيرة ام اند امز