مبادئ حقوق الإنسان ثابتة لا تتجزأ، والدفاع الحقيقي عن الإنسان اليمني هو بدعم الجهود الدولية لوقف نفوذ إيران في اليمن.
لا تزال بعض الأصوات في الغرب تحديداً تناقش تدخل التحالف العربي في اليمن كما لو أنها كانت الحرب الوحيدة الجارية في الكون، والتي لا يجري عليها ما يجري على بقية حروب العالم، وفي مقدمتها الحرب التي خاضها حلف "الناتو" في أفغانستان وباتت من أكثر الحروب عمراً في التاريخ الحديث، وسقط خلالها الآلاف من المدنيين.
مساعدات تلك الدول التي تتباكى حول الوضع الإنساني في اليمن ضعيفة جدا، ولم تقدم حتى مشروعاً يتيماً واحداً، بينما بلغت المساعدات التي قدمتها السعودية والإمارات في اليمن قرابة 2 مليار دولار، وبلغ عدد المشروعات التي أقامتها الدولتان أكثر من 250 مشروعاً متنوعاً، شملت مساعدات إغاثية وإنسانية وإيوائية ودعم برامج الزراعة والمياه.
نشبت هذه الحرب قبل 18 عاماً ولا تزال قوات الناتو تحارب هناك حتى اليوم، وطيلة هذه الحرب لم تستهدف طالبان المدن الأمريكية بصواريخ باليستية عشوائية ولم تستهدف المدنيين في أوروبا، وهي أراضٍ تبعد عنهم آلاف الأميال، ومع ذلك لا تزال حرب أفغانستان مستمرة، ولا يبدو أنها ستنتهي قريباً.
كما تدخلت الولايات المتحدة في العراق بمبررات واهية كانت نتائجها كارثية وسقط خلالها الآلاف من المدنيين. وبمقارنة الأمثلة السابقة مع تدخل التحالف العربي في اليمن، فإن التحالف نجح في إنشاء دولة يمنية من الصفر، لها حكومة وجيش بعد أن ظلت من دونهما لفترة طويلة، وأعاد لهذه الدولة 70% من أراضيها بعد أن كانت تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وذلك خلال أربع سنوات فقط من معركته ضد جماعة إرهابية قدمت لهم إيران كل أشكال الدعم من مال وسلاح وخبراء عسكريين.
اليوم تختبئ هذه المليشيات بين المدنيين وتستهدف بصواريخها وطائراتها المسيرة المدنيين داخل السعودية، وما زلنا نسمع تلك الأصوات التي تطالب بإيقاف الحرب في اليمن حتى لو لم تزل الأسباب التي أدت إليها، بينما لو تم إطلاق صاروخ باليستي واحد على أراضيهم، لتغيرت المعادلة بالكامل وظهرت المواقف على حقيقتها.
مبادئ حقوق الإنسان ثابتة لا تتجزأ، والدفاع الحقيقي عن الإنسان اليمني هو بدعم الجهود الدولية لوقف نفوذ إيران في اليمن، فهي من تهرب الأسلحة التي يقتل بها اليمنيون بعضهم بعضاً، وهي فقط من تريد تعميق أزمتهم.
وأما مثل تلك النداءات المشبوهة فإنها تعد دعما لمليشيات الحوثي، وتعني السماح لطهران بزيادة رقعة تمددها، وهو أمر تعتبره الرياض خطا أحمر لا يمكن السماح به على حدودها الجنوبية، مهما كلف الأمر، فحماية حدودها وأرواح مواطنيها أحد أهم واجباتها ومسؤولياتها، ولا يمكن التلاعب به من أي طرف كان.
مساعدات تلك الدول التي تتباكى حول الوضع الإنساني في اليمن ضعيفة جدا، ولم تقدم حتى مشروعاً يتيماً واحداً، بينما بلغت المساعدات التي قدمتها السعودية والإمارات في اليمن قرابة 2 مليار دولار، وبلغ عدد المشروعات التي أقامتها الدولتان أكثر من 250 مشروعاً متنوعاً، شملت مساعدات إغاثية وإنسانية وإيوائية ودعم برامج الزراعة والمياه.
سيكون ضرباً من المستحيل أن تتوقف العملية العسكرية في اليمن أو أن تتحول لمسار آخر في الوقت الذي لا تزال أسباب الحرب حاضرة في المشهد. فرق كبير بين من أفعالهم تسبق أقوالهم وهم فقط من يعملون لأجل اليمن، ويبحثون عن مصالح اليمنيين قولاً وفعلاً، ومن يقف متفرجاً من على بعد آلاف الأميال وينظّر عن حقوق الإنسان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة