قذائف وعبوات حوثية تغتال المدنيين في مناطق الحديدة المحررة
ما بين الألغام والقذائف الحوثية أو استخدامهم دروعا بشرية، يعاني سكان الحديدة من إرهاب الحوثي في عمليات يومية.
تغتال القذائف الحوثية وآلاف العبوات المموهة المزروعة بجانب الطرق الرئيسية والفرعية، إضافة إلى الألغام بأشكالها المختلفة، عشرات المدنيين يوميا في المناطق المحررة من سطوة المليشيات الانقلابية جنوب محافظة الحديدة غربي اليمن.
وذكر مصدر عسكري لـ"لعين الإخبارية" أن مليشيات الحوثي قصفت بصواريخ الكاتيوشا والقذائف قرية منظر جنوب شرق مطار الحديدة بعد تأمينها بالكامل من قبل قوات دعم الشرعية.
وتعاقب مليشيات الحوثي أهالي قرية منظر بالصواريخ والقذائف بعد أن فشلت نزعتهم الانتقامية في التمترس داخل الأحياء والمنازل، فيما تواصل الفرق الهندسية التي دربتها القوات المسلحة الإماراتية في تأمين القرية من العبوات والألغام وعدد من مدن وقرى الساحل المتناثرة على مدى 90 كيلومتراً من الخوخة وحتى منصة العروض غرب مطار الحديدة الدولي.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قذائف الانقلابيين تتساقط بغزارة وسط الأحياء السكنية مخلفة إصابات عديدة بين المدنيين.
وقال عبدالرحمن الوصابي وهو تاجر ويملك محل مجوهرات: "نعيش رعبا لا ينتهي بسبب قذائف الحوثيين على مدينة حيس".
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية": "ما أن يخسر الحوثيون منطقة ولو كانت مأهولة بالسكان، يتراجعوا ليوجهوا حمم حقدهم نحو المدنيين مباشرة، وأحياء مدينة حيس الواقعة على تخوم مرتفعات جبل رأس نموذج من تلك المأساة الشاهدة على جرائم إنسانية متواصلة".
وتابع الوصابي: "لا يمر وقت طويل حتى يضرب سوق المدينة صاروخ كاتيوشا أو قذيفة هاون، القليل منها لم تنفجر وتخلف أضرارا كبيرة في أماكن وقوعها".
وعلق قائلا: بعض الشظايا حطمت زجاج وواجهات المحال التجارية، وأجزاء منها سببت جروح عميقة لأكثر من 5 مدنيين، وأصبحت احتفظ بهيكل الصاروخ كرمز للشر الذي يغتالنا دون رحمة".
في سياق منفصل، تعرضت ليلة الجمعة السبت حافلة كانت تقل أسرة المواطن وليد وهبان لانفجار لغم أرضي، أثناء عودته مع أسرته إلى قرية منظر بعد أيام من نزوحه ودحر مليشيات الحوثي التي استخدمت مواطني القرية دروعا بشرية.
وتعرض وليد وأسرته إلى إصابات مختلفة منها إصابات بليغة، حيث زرعت المليشيات اللغم في مدخل القرية بمحاذات مدرسة الثقافة.
وقد تدخلت الفرق الطبية التي دربها التحالف العربي فورا في انتشال الضحايا ونقل أفراد الأسرة ذوي الإصابات البليغة إلى مدينتي عدن والخوخة لتلقي العناية الطبية والعلاج.
وتسبب مناظر التمترس في البنايات العالية وحفر الخنادق بالطرقات أزمة رعب وذعر ومخاوف لدى سكان الحديدة من أن تتحول أجسادهم المنهكة بالحر إلى دروع حامية لمسلحي الحوثي بعد نشر الأسلحة الثقيلة جوار منازلهم.
وقال أستاذ الإعلام بجامعة الحديدة الدكتور منصور القدسي إن "المليشيات تكثف جهود حفر الخنادق بشارع التسعين الممتد للميناء خشية من هجوم مباغت بعد معركة تحرير المطار".
وأضاف في حديثه لـ "العين الإخبارية": أن الطرق تم قطعها أمام النازحين إلى خارج المدينة عبر شارع التسعين، كما شكلت المليشيات لجنة لعرقلة ومراقبة نزوح المدنيين من الحديدة بهدف وقف موجة النزوح.. حيث يسعى الحوثي إلى تحويل الحديدة إلى نسخة أخرى من جرائم داعش بالموصل وحلب".
وأشار أستاذ الإعلام بجامعة الحديدة في سياق تصريحه إلى أن الحوثيين يضعون المدنيين أمام خيارين للموت إما بالاستهداف المتعمد بالتزامن مع تحليق الطائرات وتحميل القوات المشتركة والتحالف العربي مسؤولية ذلك، أو استخدامهم كدروع بشرية.. وهو الخيار الذي تسعى المليشيات إلى تطبيقه وفرضه بعد العجز العسكري الكبير لقواتها.
يذكر أن فريق من الهندسة الميدانية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، نفذ مؤخرا حملة توعوية لأهالي المناطق القرى المحررة بمحافظة الحديدة حول مخاطر الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي الموالية لإيران في المناطق السكنية والقرى والطرقات بشكل عشوائي وبطرق خداعية لاستهداف حياة المدنيين الأبرياء.
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز