باعترافهم.. أدلة الدعم والتسليح الإيراني للحوثي منذ 2013
الاعترافات الإيرانية والحوثية تتوالى لتؤكد التعاون المسلح، ويعزز ذلك ضبط سفن الأسلحة الإيرانية المهربة وضبط عناصر من حزب الله باليمن
رغم إنكارها من حين لآخر تسليح ودعم مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، إلا أن قادة وإعلام إيران أقروا بالفعل، ولعدة مرات بهذا الدعم.
- حوثي يعترف بتلقي تدريبات ثقيلة على يد مليشيا حزب الله
- خلال يوم.. قادة إيرانيون يقرون بدورهم في إحراق سوريا واليمن
كما ثبت الدعم بضبط سفن إيرانية محملة بالأسلحة المهربة إلى اليمن، أو ضبط خبراء أسلحة وتدريب من مليشيا حزب الله الموالية لإيران في المدن الخاضعة للاحتلال الحوثي، إضافة إلى اعترافات أسرى حوثيين بتلقي التدريب على يد إيران.
وبوابة "العين" الإخبارية ترصد أمثلة من هذه الاعترافات والأدلة في ذكرى مرور 3 أعوام على إطلاق قوات التحالف العربي لدعم الشرعية عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" لإنقاذ اليمن من مخالب الاحتلال الإيراني.
ضبط الأسلحة الإيرانية
تم ضبط الأسلحة عدة مرات، سواء في عرض البحر قبل إتمام عملية التهريب، أو داخل اليمن بعد التهريب الذي بدأ قبل الانقلاب الحوثي، وكأنه تمهيد له.
ففي عام 2013 ضبطت الحكومة اليمنية سفينتي جيهان 1 وجيهان 2 قادمتين من إيران، وعثر على متنهما على شحنة كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة بعضها صناعة إيرانية.
ومن أحدث تلك العمليات في 3 مارس/آذار 2018، حين ضبطت البحرية الأسترالية قارب صيد إيراني قرب المياه الإقليمية اليمنية، يحمل 10 أطنان من الأسلحة والمتفجرات.
وقال قائد سفينة "إتش إم إيه أس داروين" الحربية الأسترالية، فيليب هنري، إن دوريته تمكنت من العثور على مركب كانت تهرب السلاح في عرض البحر، وكان المهربون يخفون تلك الأسلحة تحت 4 أطنان من شباك الصيد.
وفي يناير/كانون الثاني 2016 قالت مصادر عسكرية لبوابة "العين الإخبارية" إن وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عثروا خلال اقتحام أوكار ومخازن الحوثيين في مديرية "ميدي" على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، بينها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وصواريخ سام ومضادات طائرات وصواريخ كتف وقذائف مضادة للدروع، إضافة إلى المدافع والرشاشات والأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وبحسب ذات المصادر فإن أغلب تلك الأسلحة جديدة وهي إيرانية وروسية، كانت مخفية تحت مسمى "منتجات سمكية".
اعترافات حوثية
نهاية فبراير/شباط 2018 اعترف أسرى حوثيون بتلقيهم دورات ثقافية وقتالية على يد خبراء من مليشيا حزب الله.
وقال أحدهم إن عناصر مليشيا حزب الله كانوا يخدعونهم بالقول إنهم سيقاتلون تنظيم داعش وجيوشا موالية لأمريكا وإسرائيل، "ولكننا وجدنا أنفسنا نقاتل يمنيين، وندعو الشعب اليمني للابتعاد عن هذه الحرب العبثية".
وفي يناير/كانون الثاني 2018 بث الجيش اليمني اعترافا لخبير مدفعية وصواريخ من عناصر الحوثي في محافظة الجوف بأنه تلقى تدريبات مع 39 آخرين على أيدي مليشيا حزب الله، تحت إشراف شخص يُدعى ساجد.
ضبط عناصر إيرانية ومن "حزب الله"
في فبراير/شباط 2017 قال هادي طرشان الوائلي، محافظ صعدة، إن عناصر مليشيا حزب الله والحرس الثوري الموجودون في صعدة مهمتهم تدريب الحوثين وإنشاء ورش لتصنيع الأسلحة والألغام والمتفجرات.
وفي مارس/آذار 2017 أعلن اللواء الركن أحمد حسان قائد المنطقة العسكرية الثالثة في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" أن السلطات ألقت القبض على 4 من عناصر حزب الله في مأرب.
وقتلت قوات التحالف العربي في وفي ديسمبر/كانون أول 2017 ثلاثة أشخاص من مليشيا حزب الله في غارة على موقع كان يتحصن فيه خبراء اتصالات وصناعة المتفجرات قرب منطقة حرض بمحافظة حجة.
وتكشف معلومات حصلت عليها بوابة "العين الإخبارية" أن عناصر الحرس الثوري وحزب الله يصلون إلى اليمن عن طريق التهريب بأعداد كبيرة بعد تلقي التدريب في معسكرات حزب الله بلبنان على حرب الشوارع والعصابات.
ويجري تهريب هؤلاء المقاتلين وأسلحتهم والأموال عبر بحر عمان وقبائل موالية متمرسة على التهريب.
وشيئا فشيئا تدخل مرحلة التحالف الجهر العلني حتى من جانب الحوثيين، فأمس الجمعة، 23 مارس/آذار 2018، نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من مليشيا حزب الله حوارا لعبد الملك الحوثي، زعيم مليشيا الحوثي، قال فيه إنه مستعد لإرسال آلاف الحوثيين لدعم حزب الله.
وجاء هذا الإعلان من الحوثي استجابة لدعوة وجهها نصر الله في يونيو/حزيران 2017 للمليشيات الموالية لإيران في عدد من الدول، من بينها العراق واليمن، لإرسال عناصرها إلى لبنان تحت ذريعة دعم مليشيا حزب الله ضد الاعتداءات الإسرائيلية؛ ما أثار قلقا لبنانيا من أن الهدف هو توطين تلك الجماعات في جنوب البلاد والاستقواء بها على بقية القوى اللبنانية.
اعترافات إيرانية
قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني، محمد جعفري، أكد في أكتوبر/تشرين الأول 2017 دعم طهران لاستمرار الحرب في اليمن عبر مواصلتهم دفع مسلحي الحوثي للمواجهة مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
ففي أول ظهور له على قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، منذ اندلاع الحرب عام 2015، قال إن جميع شعوب المنطقة تعي بأن "المواجهة هي السبيل الوحيد للرد على السعودية وأمريكا وإسرائيل".
ويُظهر ذلك سبب قيام مليشيا الحوثي بشكل دائم بإفشال أية محاولات للتفاوض أو الحوار تقدمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب.
وسبق أن أقرَّ جعفري عام 2015 بأن إيران هي التي صنعت مليشيا الحوثي بقوله إن "المقاومة اليمنية تعد اليوم آخر إنجاز للثورة الإيرانية".
كما اعتبر أن "الحوثيين يتخذون من الثورة الإيرانية نموذجا لمقاومة النظام المتسلط".
ومصطلحات "المقاومة" و"الصحوة" تطلقها إيران دائما على المليشيات التابعة للمشروع الإيراني، و"النظام المتسلط" و"نظم الاستكبار" مصطلحات تطلقها على الدول التي تقف حائلا دون تمدد مشروعها الاحتلالي.
كما تعلن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية والمقربة من مليشيا الحرس الثوري دعمها للحوثي، ولكن بطريقة الاحتفاء الدائم بالصواريخ التي يطلقها على السعودية.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 احتفت وكالة "فارس" بما وصفتها بالقوة الصاروخية للحوثيين حين أطلقت صاروخ "زلزال1" على قوات التحالف العربي خلف منطقة عيدة في مدينة نهم بصنعاء.
وصاروخ "زلزال1" إيراني الصنع ضمن طراز يحمل أسماء زلزال 1 و2 و3، وهو نسخة مقلدة لصاروخ فروغ 7 الروسي.
كذلك تساعد عناصر إيرانية مليشيا الحوثي في إنتاج أسلحة داخل اليمن، وتصفها بأنها محلية الصنع.
وسبق أن أصدرت منظمة أبحاث تسلح النزاعات، ومقرها لندن، تقريرا ذكر أن الصومال هو بوابة التهريب السلاح الإيراني إلى اليمن.
وأشار إلى أن السلاح يتم تهريبه باستخدام سفن "الداو" الشراعية التقليدية، وهي وسيلة نقل من إنتاج شركة المنصور الإيرانية.
وفي 2016 كشفت وثائق نشرتها وكالة "رويترز" تورط شركة برازيلية في تهريب أسلحة إلى الحوثيين عبر مهرب أسلحة معروف.
ولإيران ومليشيا حزب الله وجود واسع في أمريكا اللاتينية، خاصة في مجال غسيل الأموال والتهريب وتمويل الإرهاب.