قنبلة صافر.. تحذيرات من تكرار الحوثي "فاجعة" بيروت
نشطاء يؤكدون أن ناقلة النفط "صافر" التي ترسو بميناء الحديدة، تهدد بمثل ما حدث في مرفأ بيروت، وأنها بحاجة لتدخل سريع لإفراغ محتواها.
أثارت الانفجارات التي ضربت بيروت، مخاوف لدى اليمنيين، من حدوث كارثة مماثلة في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر والخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي، لوجود نحو 1.2 مليون برميل من النفط على ناقلة متهالكة مهددة بالانفجار.
وقال نشطاء يمنيون إن ناقلة النفط "صافر" التي ترسو في ميناء الحديدة اليمني على البحر الأحمر، تمثل ذات التهديد الذي حدث بمرفأ بيروت، الثلاثاء، وأنها بحاجة لتدخل سريع لإفراغ محتواها من النفط ويهدد الحوثيون بتفجيرها ويرفضون تدخل الأمم المتحدة برغم وصول القضية لمجلس الأمن.
وأدت الحرب المستمرة في اليمن، منذ انقلاب مليشيا الحوثي نهاية سبتمبر/أيلول 2014 ، إلى احتجاز كميات من النفط الخام تقدر بنحو 1.2 مليون برميل في ميناء رأس عيسى لتصدير النفط في محافظة الحديدة على البحر الأحمر، غربي اليمن، والذي يخضع لسيطرة الجماعة الموالية لإيران.
- كارثة "صافر".. الحوثي يمارس" الابتزاز" للحصول على امتيازات
- السعودية تطالب مجلس الأمن بتدابير قوية للتعامل مع "صافر"
وبات خزان صافر قنبلة موقوتة تهدد بكارثة بيئية في البحر الأحمر، كون الباخرة منتهية الصلاحية مر على إنشائها حوالي 40 عاماً وقد أصبحت متهالكة وجسمها يتعرض للتآكل.
وحسب مسؤولين حكوميين وخبراء، فإن الخزان مهدد بحدوث تسرّب والتسبب في كارثة بيئية واقتصادية غير مسبوقة في حال انفجاره.
وحذرت الأمم المتحدة من انفجار محتمل يهدد سفينة النفط صافر، وقال مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، في تقرير سابق اطلعت عليه "العين الإخبارية، إن السفينة صافر محملة حالياً بـ 1.148 مليون برميل من النفط الخام، ونظراً لعدم توفر خزانات الشحن بالغاز الخامل، تعتبر منطقة الشحن وسطح الخزانات والمناطق المحيطة بها عرضة للغازات الهيدروكربونية، وتتعرض لخطر الانفجار/الحريق”.
وقال الباحث اليمني، مصطفى ناجي، إن انفجار بيروت الكبير يدفع الى التفكير الجاد بكارثة قيد الوقوع في البحر الاحمر اسمها خزان صافر النفطي المتهالك، وقال:" ينبغي استخدام كل وسائل الضغط وبأسرع ما يمكن لمعالجة الأمر وتجاوز تعنت الحوثيين وإيقاف ابتزازهم".
الكاتبة والصحفية منى صفوان، اعتبرت من جانبها، أن ناقلة النفط صافر التي ترسو في ميناء الحديدة في اليمن على البحر الاحمر، تمثل خطر مساوي لما حدث في بيروت أمس.
وقالت في تغريدة على تويتر " ناقلة "صافر" تمثل أكبر تهديد بيئي يهدد البحر الاحمر، وتقع تحت مسؤولية الحوثيين، يجب إفراغ السفينة فالخسارة ستكون أكبر من بيروت".
مخاوف حكومية
على مدار 4 سنوات، عطّلت ميليشيا الحوثي كل الجهود الاقليمية والدولية لمعالجة مشكلة "صافر"، واستخدمت الناقلة كورقة للمساومة والابتزاز وأداة إرهاب للإقليم والمجتمع الدولي.
وتراجع الحوثيون، نهاية يوليو/تموز الماضي، عن موافقتهم بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة المهددة بالانفجار قبالة ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر وتقييم وضعها، وطالبوا بتدخل "طرف دولي ثالث" غير مشارك في الحرب.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، اليومين الماضيين، إن البعثة الفنية للأمم المتحدة، لا تزال منذ فترة طويلة بانتظار إذن حوثي للانتشار في ناقلة النفط FSO المتهالكة التي تهدد البحر الأحمر، من أجل تقييم حالتها.
وأبدت الحكومة اليمنية تخوفها من مصير مماثل لانفجارات بيروت، وقالت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، إن اليمن يشبه لبنان لجانب المعاناة من إرهاب مليشيات إيران,
وأضاف المسؤول اليمني، في سلسلة تغريدات عبر تويتر، "حادث الانفجار الهائل في مرفأ بيروت وما خلفه من خسائر بشرية فادحة واضرار كارثية على البيئة والاقتصاد اللبناني، تذكرنا بالقنبلة الموقوتة "ناقلة النفط صافر"، والتي تتخذها مليشيا الحوثي ورقة للضغط والابتزاز".
واتهم الوزير الإرياني، مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بالمراوغة، ومنع صيانة أو تفريغ خزان صافر النفطي الذي يحوي أكثر من مليون برميل، دون اكتراث بالمخاطر المترتبة عن تسرب أو انفجار الناقلة على أرواح المدنيين والبنية التحتية والاقتصاد والأضرار البيئية على اليمن والإقليم.