بعد 10 سنين إدمان.. شاب إثيوبي يهزم المخدرات بـ"شغف الكتب"
الشاب الإثيوبي أندوألم يساق يؤكد أن الإقلاع عن الإدمان دائما يرتكز على الإرادة القوية والإصرار والعزيمة للاستعداد لمستقبل أكثر إشراقا
متسلحا بالإرادة والعزيمة نجح شاب إثيوبي أن ينتصر على الإدمان بعد أن تمادى في تعاطي المخدرات لأكثر من 10 أعوام ليعود لحياته الطبيعية كبائع للكتب التي أحبها هي الأخرى، مؤكدا أن الإنسان وحده هو من يستطيع أن يغير حياته إلى الأفضل.
وبدأت قصة الشاب الإثيوبي، أندوألم يساق، بعد أن نال درجة البكالوريوس من كلية الآداب والفنون بجامعة أديس أبابا، ليعمل في مجال الصحافة التي جمعته بالعديد من الفنانين والكتاب والروائيين، قبل أن يجد نفسه في عالم آخر أحال حياته الى جحيم بعيدا عن تلك الأجواء من عالم الفكر والمعرفة الذي جمعته به صاحبة الجلالة.
وقال أندوألم لـ"العين الإخبارية": "قبل 5 سنوات لم تكن حالتي طبيعية حيث كنت في حالة يرثى لها ووضع ظل يؤرقني لكنني لم أستطع الخروج منه"، موضحا: "بعد تخرجي مباشرة بدأت حياتي في مجال الصحافة التي جمعتني بالوسط الفني وعرفتني على العديد من الكتاب والفنانين في مختلف المجالات، لكن لسوء الحظ لم أستمر طويلا في هذا الوضع السوي حتى وجدت نفسي في عالم إدمان المخدرات لنحو 10 سنوات بعد أن فقدت مهنة الصحافة وانحرفت عن ذلك المسار".
وأوضح يساق، الذي تحدث بشيء من الفخر والاعتزاز لنجاحه في الإقلاع عن المخدرات وعودته إلى الحياة الطبيعية كمؤلف وبائع متجول للكتب: "بعد مرور 10 سنوات وتدهور حالتي النفسية اعتزلني الجميع وأخذت اشفق على نفسي، وأصبحت الأسئلة تحاصرني يوميا من قبيل كيف لإنسان مثلي أن يصرف عليه الآخرون؟ كيف لي أن أنتظر أكلي وشربي من قبل الآخرين؟".
وأضاف: "كان ينبغي أن أصرف أنا على من حولي من الإخوة كيف أملك حياتي.. كل هذه الأسئلة وغيرها دفعتني ذات يوم قبل 5 سنوات إلى أن أتخذ قراري وأبدأ حياة جديدة ومختلفة".
وتابع يساق: "كانت حياتي متواضعة محصورة على تعاطي المخدرات، لكن بالإرادة والعزيمة قررت والتزمت بقراري ونجحت، وساعدني شغفي للكتب والشعر كثيرا في الإقلاع عن المخدرات".
وأوضح أنه بعد تمكنه من التحول للحياة الطبيعية بدأ بتأليف الكتب والشعر، وقال: "أعتبر نفسي قدوة للشباب في الإقلاع عن الإدمان والبحث عن الحياة الحقيقية".
ولم تكن قصة وتجربة أندوألم محصورة في الوسط الذي يعيش فيه، وإنما أصبحت معروفة بالمدينة كنموذج لإنسان يمتلك العزيمة والإرادة، حتى سمع به عمدة مدينة أديس أبابا، الذي تبرع له بعربة تعينه على عمله وكجائزة لجهوده التي بذلها للتغلب على المخدرات والإقلاع عن الإدمان.
وقال يساق: "بدأت حياتي ببيع الكتب متجولا على الأرصفة والشوارع العامة حاملا نحو 30 كتابا بيدي جمعتها من أصدقائي، ثم بدأت أستخدم مكتبة مصممة على شكل دراجة منذ 5 سنوات".
وتابع: "قبل 9 أشهر زارني عمدة مدينة أديس أبابا المهندس تاكلي أوما، بعد أن سمع بقصتي وحضر شخصيا إلى مكان عملي وأشاد بإرادتي وشجعني، وإيمانا منه بأنني يمكن أن أصبح مثالا للآخرين من الشباب أهداني سيارة حولتها إلى مكتبة متجولة لبيع الكتب".
وعبر عن شكره وتقديره لعمدة مدينة أديس أبابا، وقال: "سأظل أحافظ على نصيحته بأن أجعل من تجربتي وجهودي نموذجا للآخرين حتى يقتدي الشباب الآخرون بهذا العمل الذي قمت به".
وأضاف أن الإقلاع عن الإدمان دائما يرتكز على الإرادة القوية والإصرار والعزيمة وسيدرك المتعاطي بعد تعافيه أن المستقبل سيكون أكثر إشراقا.