عبدالحميد توفيق
كاتب رأي
كاتب رأي
تدرك موسكو أن سوريا تشكل أحد التحديات الاستراتيجية المهمة التي تواجهها.
يبدو أن الأوروبيين تعايشوا، اقتصاديا وسياسيا، مع الضغوط المتراكمة عليهم جراء فاتورة الحرب الروسية الأوكرانية، دون إسقاط عوامل قلقهم في الجانب الأمني وما قد تحمله تطورات الصراع من مفاجآت.
منذ أن دخلت القواعد الأمريكية في سوريا مجال الاستثمار السياسي بالتزامن مع حرب غزة، قفز إلى حيز الوجود، سؤال حول احتمال تحويل سوريا إلى ساحة حروب بالوكالة وتصفية للحسابات.
التسريبات عن انسحاب أمريكي محتمل من سوريا جاءت هذه المرة من واشنطن.
أحكام الجوار بين سوريا وتركيا تفرض عليهما منطقا شبه إجباري بانتهاج واحد من سبيلين.
من جملة ما أفرزت حرب غزة أنها وضعت العلاقات الأمريكية الإسرائيلية أمام استحقاق جدي، قد لا يرقى إلى مستوى التحدي، لأن العلاقة بينهما تتجاوز جميع التباينات والاختلافات مهما عظم شأنها.
يطرح الجمود الحاصل في الحركة الدبلوماسية بين تركيا وسوريا بعد أشهر من التواصل والنشاط الحثيث، ملف العلاقات بين الجارين مجددا على مصراعيه من زاويا التعقيدات التي تحكمها، والأعباء التي تقيدها، والأثمان التي لا مفر من تسديدها من قبل كل طرف.
أي محاولة لتشخيص واقع سوريا الراهن، بشقيه الداخلي والخارجي، وبتجرد، لا بد أن تصطدم بحقائق باتت ماثلة ولا يجوز لعاقل القفز فوقها أو التقليل من تأثير وجودها على حاضر البلاد ومستقبلها.
هل صار منطقيا الحديث عن التكنولوجيا بوصفها سلطة جديدة تضاف إلى جملة السلطات التقليدية، السياسية والاقتصادية والدينية والقبلية وإلى ما هنالك، بحيث تحجز لنفسها حيزا بين تلك المجموعة؟.