عبدالحميد توفيق
كاتب رأي
كاتب رأي
برهنت حرب غزة المستعرة على أن السلام في فلسطين ولفلسطين هو السبيل الوحيد للإسهام في استقرار المنطقة والعالم.
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، هجوم إرهابي من قبل شخصين على وزارة الداخلية التركية في العاصمة أنقرة انتهى عند مدخلها بمقتلهما.
أطلّت كل من طهران وأنقرة في ساحات عدة في المنطقة وخارجها بعد تفجر أحداث عنف وفوضى واضطرابات، من بينها ساحة الصراع الأرميني الأذربيجاني حول إقليم قره باغ، الذي طويت صفحته وعاد لسيادة أذربيجان بعد آخر جولة من جولات الحروب الدامية بين البلدين.
فرضت الجغرافيا السورية قرارها على روسيا وتركيا بالتجاور القسري، خصمي الحرب الباردة على مدار عقود. شكلت البوابة السورية، وتحديدا منذ خريف 2015،
يوما بعد آخر تتكشف الصعوبات، بل المفخخات التي تعترض مساعي تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة.
ليس بالحروب والصراعات وحدها تتجدد الدول وتزدهر الأمم كما تقول إحدى النظريات السياسية الطاعنة في التاريخ ولا تزال تجد بعض من يتبناها.
أهم ما تعكسه المواجهات التي اندلعت في جزء من الجزيرة السورية، أو ما يعرف بشرق الفرات بين العشائر العربية وقسد، وتحديدا في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور هي التناقضات البنيوية داخل مجتمعات تلك البقعة الجغرافية المعروفة تاريخيا بتكوينها العشائري والقبلي.
إنضاج التسويات المتعلقة بسوريا لن يتم بين ليلة وضحاها، هذا ما يدركه الجميع، خصوماً كانوا أو حلفاء.
المتأمل في الواقع السوري الراهن بعد أشهر من انطلاق دبلوماسية التطبيع التركية مع سوريا، يجد نفسه أمام رزمة أحجيات تبدو للوهلة الأولى عصية على الفهم، مثلما هي ملتبسة على الإدراك.