دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، إلى حل المشكلات في الولايات المتحدة عبر صناديق الاقتراع وليس عن طريق الرصاص، مؤكدا أن السياسة يجب ألا تكون "ميدانا للقتل".
جاء ذلك خلال كلمة مقتضبة من البيت الأبيض حول محاولة اغتيال منافسه الجمهوري دونالد ترامب، أكد خلالها ضرورة توحيد الأمريكيين المنقسمين.
وقال بايدن: "أريد أن أتحدث إليكم الليلة حول الحاجة إلى خفض التوتر في حياتنا السياسية، إننا جميعا نواجه فترة اختبار مع اقتراب موعد الانتخابات. وكلما زادت المخاطر، ازدادت المشاعر حماسة. بغض النظر عن مدى قوة قناعاتنا، يجب ألا نسمح أبدا بأن تنحدر إلى العنف (...) لقد حان الوقت للتهدئة، السياسة يجب ألا تكون ميدانا للقتل".
الرئيس الأمريكي أكد أنه "لا يوجد مكان في الولايات المتحدة للعنف، نحتاج إلى خفض حدة التوتر في السياسة فنحن جيران وأصدقاء ولسنا أعداء".
بايدن أشار إلى أن "إطلاق النار في تجمع انتخابي لترامب يدعونا لاتخاذ خطوات إلى الوراء وسعيد لأن ترامب لم يصب بجروح خطيرة".
وعن الواقعة، أوضح "لا نعرف دوافع مطلق النار على ترامب ولا نعلم إن كان قد حصل على مساعدة أو دعم، سأواصل الدفاع عن ديمقراطيتنا وسيادة القانون ولا يوجد أهم من وحدتنا".
وتابع "لا يوجد عنف في الشوارع فهذا ما يجب أن تكون عليه ديمقراطيتنا وعلينا حل الخلافات من خلال صناديق الاقتراع".
وأشار إلى أنه طلب إجراء "تحقيق مستقلّ" في الظروف المحيطة بمحاولة اغتيال ترامب.
كانت هذه هي المرة الثالثة التي يستخدم فيها بايدن المكتب البيضاوي الرسمي للتعليق على قضايا ذات أهمية كبرى للأمريكيين منذ توليه السلطة في عام 2021.
وظهور بايدن في المكتب البيضاوي يتيح له تسليط الضوء على قوة شاغل المنصب، وهي صورة رمزية مهمة في الوقت الذي يتصدى فيه لمساعي بعض أعضاء حزبه الديمقراطي الذين يطالبون الرئيس البالغ من العمر 81 عاما بالتنحي عن خوض انتخابات الرئاسة بسبب مخاوف من افتقاره إلى القدرة الذهنية.
ورغم أن العنف المسلح يعد حقيقة من حقائق الحياة في الولايات المتحدة فإن العنف السياسي أمر نادر للغاية.
ووقعت محاولة اغتيال ترامب بينما كان الرئيس السابق يُلقي خطابا أمام حشد من مؤيّديه في تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، السبت، وهو ما أثار مخاوف من زيادة حدّة التوتر السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسيّة في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي وقت سابق الأحد، أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بأن مطلق النار تحرّك بمفرده، موضحا أن المحققين لم يحددوا حتى الآن "توجها أيديولوجيا" لديه.
وقال ريفن روجيك عنصر الشرطة الفيدرالية في بنسلفانيا حيث جرت محاولة الاغتيال السبت خلال تجمع انتخابي "في اللحظة الراهنة، تفيد المعلومات التي لدينا بأن مطلق النار تحرك بمفرده" مضيفا "لكنني أريد أن أذكر الجميع بأننا ما زلنا في المراحل الأولى من هذا التحقيق".