بعد تحرير عدن ومأرب وجزء كبير من الأراضي اليمنية التي رفعت أعلام الحكومة الشرعية؛ تتجه اليمن إلى تحرير المزيد من أراضيها يوما بعد يوم
بعد تحرير عدن ومأرب وجزء كبير من الأراضي اليمنية التي رفعت أعلام الحكومة الشرعية؛ تتجه اليمن إلى تحرير المزيد من أراضيها يوما بعد يوم، من قوات المتمردين الحوثيين الذين يحتضرون، ويحاولون استعمال أوراقهم الأخيرة.
لعبة الكر والفر في تعز، بين جس النبض والفرار من كل منطقة تحاول الميليشيات الحوثية الاقتراب منها ، خير دليل على حقيقة ضعفهم وقرب نهايتهم، التي يحاول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح طمسها بدوافع عاطفية، وجشع الخاسر الذي ما زال يبحث عن فتات يتلقاه هو ومن معه من مرتزقة من الجهات الخارجية التي تدعمه هو والمتمردين الحوثيين.
الورقة الأخرى التي يحاول المتمردون المساومة عليها بدعم من قوات صالح، هي تقدمهم نحو منطقة عسيلان، وتحديدا وادي بلحارث للسيطرة على منابع النفط لكسب المزيد من الوسائل للضغط على المفاوضات السياسية، التي من أهمها اجتماع "جنيف 2"، والذي كان من المفترض أن يتم في الـ 15 من شهر نوفمبر الجاري، من أجل محاولة التوصل لصيغة لتطبيق القرار الأممي 2216، لكن تم تأجيله بسبب ارتباك الحوثيين، وعجزهم عن تجهيز وفد يمثلهم، رغم أن الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي قد جهزت وفدها وبرنامجها الذي ستتفاوض عليه.
لكن يبدو وكما جرت العادة، ولأن قرار الحوثيين ليس في يديهم، فعليهم انتظار الضوء الأخضر من طهران لتحريك الوفد، ورسم البرنامج الذي تريده محركتهم في اليمن.
ورغم أن الغرب لم يقم بالدور الذي كان الشعب اليمني يتطلع إليه في الأزمة اليمنية، وخاصة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا، التي يأمل اليمنيون أن يتدخلوا بشكل أفضل وأقوى لدعم القرارات الأممية والحكومة الشرعية، من أجل وقف نزيف الدماء، والمآسي التي آل إليها حال بلادهم، رغم هذا فإن الدعم العربي الذي مثلته قوات التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات التي عززت وجودها من أجل دعم التحرير، وضمان الاستقرار بإرسال قوات جديدة، والتي وصلت إلى عدن، معززة بالآليات الثقيلة لتأمين مخارج ومداخل العاصمة اليمنية المؤقتة، وتحركها وتواجدها على الأرض في هذا التوقيت تحديدا، كل هذا يعكس الوضع اليمني الجديد.
إن هذا الدعم هو الذي أربك الحوثيين وأضعفهم بشدة، وفي المقابل ساعد الحكومة اليمنية على استعادة الشرعية بدمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني اليمني، تطبيقا لمرسوم صادر عن الرئيس عبد ربه هادي منصور، في إطار تكوين المنطقة الرابعة التي تضم عدن، لحج، أبين، الضالع وتعز.
كما فتح أبواب الأمل أمام سكان صنعاء الذين يتطلعون إلى تحريرها الذي تشرف
حكومة هادي مباشرة عليه، بالتنسيق مع القوات الميدانية التي تتقدم نحو العاصمة اليمنية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة