عبدالمنعم رياض.. قائد عسكري مصري سطّر بدمائه تاريخا لـ"الشهداء"
نيران القوات الإسرائيلية انهالت فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده في معركة قادها بنفسه واستمرت نحو ساعة ونصف الساعة
استشهد القائد العسكري المصري عبدالمنعم رياض في مثل هذا اليوم قبل 50 عاماً، ليكتب بدمائه تاريخا وطنيا أطلق عليه "يوم الشهيد" تخليداً لذكرى رحيله في 9 مارس/آذار عام 1969.
- يوم الشهيد.. علموا أبناءكم كيف نبني الوطن
- 11 شهرا من الحرب على الإرهاب.. حصاد العملية الشاملة "سيناء 2018"
الموقعة الخالدة
وللأيام والساعات التي سبقت 9 مارس/آذار تفاصيل جعلته أهلا للاحتفاء بذكراه في مصر، فقد أشرف الفريق عبدالمنعم رياض الذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب الجيش المصري على خطة تدمير خط بارليف، الذي بنته إسرائيل بعد احتلالها سيناء عام 1967 لتحصين الساحل الشرقي لقناة السويس، خلال حرب الاستنزاف التي استمرت من الأول من يوليو/حزيران 1967 وحتى 7 أغسطس/آب 1970.
وقرر رياض بدء تنفيذ الخطة يوم السبت 8 مارس/آذار 1969، وعلى هذا انطلقت نيران القوات المصرية على طول خط جبهة قناة السويس، لتكبد الإسرائيليين خسائر كبيرة في ساعات قليلة، وتدمر جزءاً من مواقع خط بارليف في أعنف اشتباكات شهدتها المنطقة قبل معارك حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
وفي اليوم التالي، توجه بنفسه إلى الجبهة ليرى نتائج المعركة عن قرب ويشارك جنوده مواجهة الموقف، وحينها أطلق جملته المأثورة التي قال فيها "أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة، ولا بد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة"، وفقا للمصادر التاريخية.
وعلى الجبهة، قرر الفريق زيارة الموقع رقم 6، الذي لم يكن يبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا فقط، وحينها كبّد الجنود المتمركزون في هذا الموقع القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، لكن الموقع نفسه شهد اللحظات الأخيرة في حياة الفريق عبدالمنعم رياض.
انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده في معركة قادها بنفسه، واستمرت نحو ساعة ونصف الساعة، حتى انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب منه ونتيجة للشظايا القاتلة توفي عبدالمنعم رياض عن عمر ناهز 50 عاماً متأثرا بجراحه، وبقيت بطولاته وأقواله المأثورة خالدة في عقول ووجدان المصريين.
أماكن تخلد ذكراه
وخلال الاحتفال بيوم الشهيد في العام الماضي أزيح الستار عن تمثال جديد للشهيد عبدالمنعم رياض في محافظة بورسعيد، بميدان الشهداء المقابل لمجمع المحاكم.
كما تضم مدينة الإسكندرية في الساحل الشمالي المصري نفقا شهيرا يحمل اسم الشهيد عبدالمنعم رياض.
الشهيد في سطور
ولد الفريق محمد عبدالمنعم محمد رياض عبدالله في قرية سبرباي، إحدى ضواحي مدينة طنطا في محافظة الغربية الكائنة بمنطقة وسط دلتا النيل شمالي مصر، يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1919، وكان والده القائم مقام -ما يوازي رتبة عقيد حاليا- محمد رياض عبدالله قائد بلوكات الطلبة في الكلية الحربية، وتخرج على يديه الكثيرون من قادة المؤسسة العسكرية.
واعتُبر عبدالمنعم رياض واحدا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن الـ20، إذ شارك في الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف التي استشهد فيها.