"خطبة الاغتصاب" تفجر الغضب في إيران
جدل في إيران حول واقعة اغتصاب جماعي لفتيات بمحافظة جنوب شرقي البلاد، والأمن يشن اعتقالات.
تشهد إيران حالة من الغضب منذ إعلان محمد ملا زهي إمام الجمعة بمدينة إيرانشهر الواقعة في نطاق محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد، والتي تقطنها أغلبية سنية، عن وقوع جريمة خطف واغتصاب جماعي لعشرات الفتيات، وذلك أثناء إلقائه خطبة عيد الفطر.
وأكدت هيئة الطب الشرعي بتلك المحافظة ثبوت اغتصاب فتاة (24 عاما) ضمن نحو 40 آخريات، بعد العثور على آثار اعتداءات بدنية.
وتحاول وسائل إعلام رسمية موالية لنظام الملالي التعتيم على تلك الواقعة بالكامل، لا سيما بعد تهديدات مبطنة أطلقها، الثلاثاء، كل من عبدالرضا رحماني فضلي وزير الداخلية الإيراني، وعلي موحدي راد المدعي العام بمحافظة سيستان وبلوشستان لأهالي الضحايا لمنع استغلال ما وصفوها بـ"الانفعالات"، خشية تصاعد الأمور إلى حد غير مسبوق، خاصة أن "راد" هدد إمام الجمعة في المحافظة بالملاحقة قضائيا لكشفه عن تلك الواقعة بدعوى إثارة الفتنة، بحسب وكالة أنباء فارس.
واحتشد مئات من المواطنين بينهم نساء أمام مقر مدينة إيرانشهر، قبل أن يخرجوا في مسيرات بالشوارع، الثلاثاء، مطالبين بالإعلان عن الحقائق لإزالة الغموض، ومحاسبة المتورطين بدلا من الصمت والتكتم على الأمر، وذلك في أول رد فعل بعد الكشف عن تلك الواقعة على لسان محمد ملا زهي الذي طالب السلطات بالتدخل وإعلان الحقائق بعد أنباء عن تورط أشخاص نافذين على مقربة من نظام الملالي، وذلك نقلا عن والد إحدى الفتيات المعتدى عليهن.
وفي تطور لافت، أوردت صحيفة "كيهان" اللندنية أن عددا من عناصر مليشيات الباسيج والحرس الثوري متورطون في اختطاف هؤلاء الفتيات والتعدي عليهن تباعا منذ أواخر شهر رمضان الماضي، بعد أن كشفت بعضهن وجود أشخاص من بين الجناة يرتدون بزات عسكرية أقدموا على اختطافهن قسرا تحت تهديد السلاح.
وأوضح رضا عبدي، المدير العام لهيئة الطب الشرعي في محافظة بلوشستان، أن هناك شواهد تشير إلى وقوع الاغتصاب، مشيرا إلى أنه حدث بشكل جماعي حسبما أظهرت الفحوصات الطبية التي خضعن لها الضحايا، منددا في الوقت نفسه بتلك الواقعة ومحاسبة المتورطين بها.
وأشار حبيب الله سربازي، مدير منظمتي"حملة نشطاء البلوش"، و"تنسيقية الاحتجاجات في بلوشستان"، إلى أن هذه الواقعة لا تزال تثير جدلا واسعا داخل المحافظة التي يعاني سكانها من القومية البلوشية الفقر والتهميش، مؤكدا شن السلطات الإيرانية حملة اعتقالات ضد المحتجين مؤخرا، طالت عددا كبيرا من بينهم أخوه الأصغر.
وأكد "سربازي"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن المواطنين البلوش لديهم حالة تعجب من رد الفعل الحكومي السلبي إزاء تلك الواقعة المؤسفة، قبل أن يعزز من الرواية المتداولة حول تورط أشخاص ذوي نفوذ وسلطة في الاغتصاب الجماعي، مؤكدا أنهم بالفعل كانوا يرتدون ملابس عسكرية.
وأوضح الناشط البلوشي المعارض لنظام الملالي، أن هناك حالة غضب عارمة تجتاح مواطني محافظة سيستان وبلوشستان، حيث اندلعتمظاهرات منذ أمس الثلاثاء، أمام المسجد الذي أعلن فيه إمام مدينة إيرانشهر عن تلك الواقعة، وكذلك على مستوى طلاب الجامعات طالب خلالها المحتجون سلطات الملالي بإعلان هويات وأسماء الجناة وسط أنباء عن هروبهم، في الوقت الذي ناشدوا أهالي الضحايا بعدم الصمت وتقديم شكاوي قضائية للوقوف على الحقائق، وإزالة الغموض.
واستنكر سربازي في ختام تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، تهديد محمد جعفر منتظري المدعي العام الإيراني، بمقاضاة الأشخاص الذي كشفوا عن أغوار تلك الواقعة المثيرة للجدل بدعوى إثارة الفتن، وتشويه سمعة النظام الإيراني، في الوقت الذي تحاول السلطات غض الطرف عن القضية برمتها.