بالصور.. العدوان التركي يستهدف معبد "عين دارة"
المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية أدانت الهجمات التركية على المواقع الأثرية في منطقة عفرين السورية وآخرها معبد عين دارة.
أدانت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية الهجمات التركية على المواقع الأثرية في منطقة عفرين السورية، التي أدى آخرها إلى تدمير معبد "عين دارة"، وهو أحد أهم الأبنية الأثرية التي بناها الآراميون في سورية خلال الألف الأول قبل الميلاد.
واعتبرت وفقا لبيانها أن الهجوم معبرا عن مدى الحقد والكراهية والهمجية التي يمتلكها النظام التركي ضد الهوية السورية وضد ماضي الشعب السوري وحاضره ومستقبله، وناشدت كل المنظمات الدولية المعنية وكل مهتم بالتراث العالمي إدانة هذا العدوان، والضغط على النظام التركي لمنع استهداف المواقع الأثرية والحضارية في منطقة عفرين، إحدى أغنى البقاع السورية بالآثار والتراث الثقافي.
مكانة أثرية
يرجع اسم عين دارة لقرية صغيرة تقع على بعد نحو 2 كم من التل الأثري الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر عفرين، ونحو 7 كم جنوبي مدينة عفرين، و45 كم شمال غربي حلب، تحيط بها سهول خصبة من 3 جهات، ويحدها نهر عفرين من الغرب، كما يخترق الموقع جدول ماء نبع عين دراة، الذي يأخذ مجراه من بحيرتها الصغيرة، ليصب في نهر عفرين غربي التل.
الموقع يرتفع نحو 240 م عن سطح البحر، وينقسم لقسمين الأول هو المدينة العليا وهو مرتفع وطوله 125م، وعرضه 60 م، القسم الآخر يمثل المدينة السفلى وهو عبارة عن منخفض طوله 270م، وعرضه 170م، وارتفاعه 30م، ويحيط بالموقع سور كبير به عدة بوابات.
ترجع أولى الاكتشافات الأثرية في الموقع لعام 1954 عندما اكتشف أحد الرعاة تمثال لأسد، وبعدها توالت الاكتشافات الأثرية، وإرسال البعثات العلمية للتنقيب بالموقع طوال الأعوام من 1956- 1964، ثم استأنفت البعثات الأثرية من 1976- 1986حيث تم اكتشاف المعبد كاملا.
تتكون المدينة حاليا من آثار ومعبد أكثر من رائع يضم تماثيل مختلفة تمثل حيوانات مجنحة وتماثيل لأبو الهول ونقوشا وآثار كثيرة، وقد عثر في الموقع على لوحة بازلتية تمثل الإلهة عشتار.
العصر الآرامي
تم اكتشاف معبد عين دارة جزئيا عام 1964، وتم الكشف عنه كاملا من أعوام 1976- 1986، ويقع في القسم الأول "المدينة العليا"، وهو أهم المعابد النادرة المكتشفة في بلاد الشام خلال العصر الآرامي، ويتميز بالتطور عن باقي المعابد الأثرية المكتشفة الأخرى في نفس الحقبة الزمنية.
ويرجع تاريخ بنائه إلى عام 1200 ق م، وقد تعرض المعبد للتهدم عام 740ق م، وتبقى منه مصطبة، ومجموعة من المنحوتات البازلتية تصور مشاهد بشرية وحيوانية ونباتية، ومقدمات الأسود برؤوس آدمية، وهي الواجهة الرئيسية للمعبد، بالإضافة إلى أجزاء من جدران المدخل، وعتبات وأجزاء من الأرضيات والقاعة الأمامية للمعبد، وستة أنصاب إله الموقع بلحية وقبعة مخروطية بها قرون بكل جانب، رافعا ذراعيه إلى الأعلى ويحيط به تابعان يرفعان ذراعيهما أيضا إلى الأعلى أيضا.
قد تم بناء المعبد فوق مصطبة ترتفع عن الأرض بنحو 130 سم، وتم تزيين المصطبة بلوحات بازيلتية مزخرفة، وهو مستطيل الشكل تبلغ أبعاده 32×38م، أمام المعبد ساحة كبيرة بها حوض ماء من الحجر جانبه بئر، يضم المعبد درجا كبيرا يربط ساحته بمدخله وهو مبلط بالحجر والبازلت، على جانبي الدرج شرفتان وسطهما عمودان بهما عتبتان بهما نقوش تصور قدمين أكبر من الحجم الطبيعي للإنسان بجوارهما أسدان من الحجر البازلتي.
قد تم اكتشاف مجموعة من الألواح بها كتابات تصويرية بارزة، بالإضافة إلى جزء من مسلة تحمل نقوشا هيروغليفية، كما عثر على عدد من الأختام الأسطوانية والهرمية إحدهما لمشهد صراع بين رجل وكائنات غريبة، والآخر لإله جالس على العرش وبيده اليمنى عصا، وأمامه أحد الأفراد.