معهد أمريكي: زعزعة استقرار الجزائر يفاقم خطر الإرهاب
"معهد المؤسسات الأمريكية" يحذر في تقرير له من "خطر زعزعة استقرار الجزائر وتداعياته على جهود مكافحة الإرهاب العالمي".
حذر تقرير أمريكي من خطورة عدم استقرار الجزائر وتداعياته على محيطها الأفريقي والأوروبي وعلى المصالح الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب.
- واشنطن: ندعم جهود رسم طريق جديد في الجزائر عبر الحوار
- جولة خارجية لنائب رئيس وزراء الجزائر تشمل روسيا لتوضيح الأوضاع في بلاده
وفي تقرير له، ذكر "معهد المؤسسات الأمريكية" الذي يعتبر "مركز تفكير أمريكي"، أن "هناك مخاطر تهدد المصالح الأمريكية بزعزعة استقرار الجزائر"، وهو ما يدعو بحسب التقرير إلى "الاستعداد لتقديم المساعدة لضمان الانتقال الديمقراطي".
وعلق التقرير الأمريكي على مظاهرات الجزائريين المطالبة "برحيل نظام بوتفليقة" ووصفته بـ"انتفاضة أواخر الربيع العربي في الجزائر"، لكنها حذرت في مقابل ذلك من "التداعيات الخطرة المحتملة".
وقال معهد (aei) الأمريكي إن "الجزائريين يخرجون إلى الشوارع للاحتجاج على ترشح رئيسهم، ودعا المتحمسون إلى انتفاضة أواخر الربيع العربي في الجزائر، ولكن قلة قليلة منهم تدرك التداعيات الخطرة المحتملة".
ولم يستبعد مركز التفكير الأمريكي "زعزعة استقرار الجزائر وقد يؤدي ذلك إلى انهيارها"، وأكدت أنه "سيكون السيناريو الأسوأ".
تقرير المعهد الأمريكي استند في تحذيراته إلى جملة من الأسباب الموضوعية ذات الأبعاد الاستراتيجية الأمنية، التي تلخصت في "أهمية الدور الذي لعبته وتلعبه الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب"، وذكر أنها "كانت ولا تزال مهداً للاستقرار في منطقة شديدة التقلب، بعد أن قضت على تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب وداعش (الإرهابيين)، وحيدتهما على حدودها مع تونس ومالي، ووقفت الجزائر بحزم ضد انهيار الدول المجاورة مثل ليبيا".
من خلال هذه الأهمية، حذر تقرير المعهد الأمريكي من التداعيات الخطرة لتحول الجزائر إلى "بؤرة غير مستقرة على محيطها وعلى الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب".
وأكد المصدر ذاته أن زعزعة استقرار الجزائر "يؤدي إلى تفاقم التهديد الإرهابي، وفتح طريق الهجرة الجماعية إلى أوروبا، وسيكون له تأثير تمهيدي لعدم الاستقرار عبر المناطق التي دمرها بالفعل الصراع والحكم السيئ".
ودعا التقرير الإدارة الأمريكية إلى "تقديم المساعدة للجزائر في المرحلة الانتقالية"، من خلال "خطة لحماية الجهود الإقليمية في مكافحة الإرهاب في حالة زعزعة استقرار الجزائر تعتمد على الموارد العسكرية والمخابراتية".
- خبراء: الجزائر حصن منيع أمام الإرهاب باعتراف واشنطن
- العمليات العسكرية في الجزائر خلال 2017 الأكبر ضد داعش
وعقب قرار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تأجيل الانتخابات الرئاسية وعدم ترشحه لولاية خامسة، أعربت الخارجية الأمريكية عن دعمها لخارطة الطريق التي اقترحها بوتفليقة لمرحلة انتقالية تفضي إلى انتقال سلس للسلطة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية روبرت بالادينو، في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي: "ندعم الجهود في الجزائر لرسم طريق جديد للمضي قدماً على أساس الحوار الذي يعكس إرادة جميع الجزائريين وتطلعاتهم لمستقبل سلمي ومزدهر".
وتنظر واشنطن للجزائر من خلال تقارير الخارجية الأمريكية السنوية على أنه "بلد شريك مهم في مجابهة الإرهاب"، إذ تمتلك "تاريخاً طويلاً من الحرب ضد الإرهاب، وتخصيصه موارد كبيرة من أجل الحفاظ على أمنه"، ويرتبط البلدان باتفاقية تعاون استراتيجي في مجال مكافحة الإرهاب.
وانخرطت الجزائر منذ عدة أعوام في الجهود العالمية لمكافحة ظاهرة الإرهاب العالمي، وقاد الجيش الجزائري حملة عسكرية "شرسة" كما وصفها تقرير الخارجية الأمريكي لسنة 2018، ونجحت في تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية وشبكات الإجرام المنظم.
aXA6IDMuMTMzLjEyOS44IA== جزيرة ام اند امز