هل تخطى نظام الأسد خطوط ماكرون الحمراء؟
خطوط حمراء وضعها ماكرون، تتمثل في شرطين وضعتهما الإدارة الفرنسية كسبب للتدخل العسكري المباشر في سوريا.
خطوط حمراء وضعها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شرطاً لتدخل بلاده عسكرياً في سوريا، أولها: استخدام السلاح الكيماوي ضد السوريين، والخط الأحمر الثاني هو منع إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين.
تلك الخطوط تخطاها النظام السوري وحلفاؤه للمرة الثانية خلال عام، حسب وسائل إعلام فرنسية، طرحت تساؤلاً هل تنفذ باريس وعيدها؟ مشيرة إلى ضرورة معاقبة دمشق، على تلك المشاهد المروعة التي يعيشها الشعب السوري عقب تلك الهجمات التي تنتهك الإنسانية.
- فرنسا تدعو مجلس الأمن للاجتماع لبحث "كيماوي سوريا"
- "كيماوي سوريا".. ترامب يتوعد الأسد: سيدفع ثمنا باهظا
وتحت عنوان "وحشية ..فظاعة ..مؤامرة" أشارت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، إلى تنديد المجتمع الدولي بالهجوم الكيماوي الأخير على دوما السورية".
وأضافت الإذاعة أنه "لابد من موقف دولي صارم، وعدم الاكتفاء بالإدانات السياسية".
مجلة "لوبوان" الفرنسية، تساءلت مستنكرة: "طالما أن الغاز الكيماوي في متناول الجميع، تنشره طائرات النظام السوري، بمساعدة حليفتها روسيا في سماء دمشق للتخلص من معارضتها، أما يكون ذلك تخطياً للخطوط الحمراء التي أعلنها ماكرون؟".
بدورها، أشارت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إلى أن الأسد يريد خنق معارضيه في الغوطة الشرقية، بجميع السبل، مشيرة إلى أنه لم يكتف بالمجزرة التي يشنها منذ شهر، وصعد هجماته إلى حد استخدام الغاز الكيماوي.
صحيفة "لاكروا" الفرنسية" أيضاً طرحت نفس التساؤل: "هل يجب معاقبة دمشق؟" مشيرة إلى مشاهد مروّعة عاشها السوريون، جراء هجمات كيماوية شنها النظام السوري في دوما"، موضحة أن "التصعيد يبدو مرة أخرى محتملاً في نزاع مستمر منذ سبع سنوات أمام شعب أعزل.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يقرر ضرب أهداف عسكرية سورية على غرار مطار الشعيرات كما حدث في إبريل/نيسان 2017 بعد هجوم كيمياوي مماثل على خان شيخون راح ضحيته نحو 80 سورياً.
واعتبرت أن نظام الأسد وحلفاءه عليهم أن يدفعوا ثمن هجماتهم ضد الشعب السوري ثمناً باهظاً.
كما لفتت الصحيفة إلى أن "مسألة الضربات العسكرية مطروحة أيضاً على ماكرون، عندما صرح في وقت سابق عن الخطوط الحمراء التي تستدعي التدخل الفرنسي، فهل سينفذ؟".
وأضافت أن تلك العوامل تضع واشنطن وباريس في موقع ضرورة معاقبة نظام الأسد، ملمحة إلى تضاؤل الدورين الفرنسي والأمريكي في سوريا.
كما اعتبرت "لاكروا" أن "الاكتفاء بالتذكير بحظر استعمال الأسلحة الكيماوية قد يبعث برسالة قوية لكنه قد يبدو دليلاً على عجز باريس عن التدخل المباشر.
ودعت فرنسا في وقت سابق لاجتماع طارئ في مجلس الأمن، لبحث استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، كما ندد الإليزيه بذلك الهجوم في بيان رسمي، ولكن هل تكتفي باريس بذلك الموقف أم تتدخل عسكرياً في سوريا؟