أكبر خطر على الإخوان والتطرف.. هوية مستشار النمسا الجديد
بعد سعادة قصيرة بانسحاب سباستيان كورتس من الحياة السياسية، صدمت هوية مستشار النمسا الجديد عناصر الإخوان الإرهابية في الأراضي النمساوية.
وفي وقت سابق، اليوم الجمعة، صوتت الهيئة العليا لحزب الشعب الحاكم، لصالح تعيين وزير الداخلية كارل نيهامر مستشارا جديدا للنمسا.
ومن المنتظر أن يلتقي نيهامر في وقت لاحق رئيس النمسا، ألكسندر فان دير بلن، لإنهاء إجراءات توليه منصب المستشار، في خطوة إجرائية.
وفي أول مؤتمر صحفي، حمل خطاب نيهامر "صدمة" لتنظيم الإخوان وغيره من تنظيمات الإسلام السياسي، إذ قال "علينا الحفاظ على مسارنا فيما يتعلق بسياسة الهجرة والأمن. والمسؤولية والتضامن والحرية هي المفاهيم الأساسية الثلاثة بالنسبة لي"، ما يعني أنه يعتزم السير على الخط السياسي للمستشار السابق سباستيان كورتس.
هذه ليست أول رسالة من المستشار الجديد لجماعة الإخوان والتنظيمات التي تدور في فلكها، إذ أن تاريخه السياسي يعكس مسارا طويلا من العداء للتنظيمات الإسلاموية المتطرفة.
ومنذ أزمة المهاجرين التي ضربت أوروبا في ٢٠١٥، صنع نيهامر لنفسه اسما كسياسي متشدد في ملف الهجرة، يؤيد موقفا حازما وقوميا لوقف الهجرة غير الشرعية، ويتبنى موقفا متشددا ضد التيارات الإسلاموية المتطرفة.
وبعد توليه منصب وزير الداخلية الاتحاد في يناير/كانون ثاني ٢٠٢٠، بدأ نقل خطه السياسي إلى دولاب الحكومة، ووجه أكبر ضربة لجماعة الإخوان في أوروبا في نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام.
وأدار وزير الداخلية آنذاك المداهمات ضد الإخوان الإرهابية في ٤ ولايات نمساوية في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٠، وتواجد على الأرض مع القوات التي نفذت المداهمات.
وقال نيهامر في مؤتمر صحفي بُعيد المداهمات "الإسلام الراديكالي ليس له مستقبل في النمسا"، مضيفا "المداهمات ضد الإخوان المسلمين وحماس تعد كفاحا ضد دعاة الكراهية".
وتابع "كان الهدف الرئيسي من المداهمات محاربة أنصار الإسلام السياسي وأنصاره".
وفي خطاب أمام البرلمان بعد المداهمات بأيام، قال نيهامر "كانت المداهمات ضربة قاصمة للإخوان المسلمين وحماس.. حماس تجلب الدم والإرهاب والإخوان المسلمون يمولونها".
ووتابع "تمكنا من تنفيذ هذا العمل بالالتزام والتفاني الكاملين من قبل ضباط الشرطة ومكاتب حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية".. تم الاستيلاء على 25 مليون يورو وأكثر من الأصول، وتجميد مئات الحسابات"، مضيفا "عثرنا على كميات كبيرة من الأموال السائلة التي تستخدم في تمويل الإرهاب، في المساجد مع الأئمة".
وفي فبراير/شباط ٢٠٢١، أرسل نيهامر مذكرة للبرلمان ردا على طلب إحاطة حول مداهمات الإخوان، وقال في المذكرة التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، إن المداهمات ضد الإخوان وحماس "حققت نجاحا كبيرا في مسار مواجهة أيديولوجيات الإسلام السياسي وتمويل الإرهاب.
وتغنى نيهامر في المذكرة بالنجاح الدولي الذي حققته المداهمات، والذي ظهر في تلقيه التهاني من سلطات إنفاذ القانون في ألمانيا وغيرها من دول العالم.
كما أنه تحدث في أكثر من مناسبة عن ضرورة "مكافحة الإسلام السياسي بلا هوادة"، ووصف المداهمات ضد الإخوان بأنها "أكبر نجاح ضد الإسلام السياسي"، فضلا عن تغنيه بنجاح قرار حظر رموز الجماعة في تقييد ظهورها العام.
وفي وقت سابق هذا العام، أرسل وزير الداخلية نيهامر مذكرة اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها للبرلمان، تقول بوضوح إن قانون حظر شعارات ورموز التنظيمات الإرهابية الذي دخل حيز التنفيذ في ١ مارس/آذار ٢٠١٩ حقق نجاحا كبيرا في العامين الماضيين.
ووفق الوثيقة، لم تسجل السلطات النمساوية في أي منطقة من مناطق البلاد استخدام شعارات ورموز الإخوان في عامي 2019 و2020.
وعلى مدار العامين الماضيين كان نيهامر أحد أطراف القوة الدافعة لسياسة الحكومة النمساوية القوية ضد الإخوان وتنظيمات الإسلام السياسي، بالاشتراك مع وزيرة الاندماج سوزان راب.
ومن المنتظر أن ينتهج نيهامر في منصبه الجديد على رأس الحكومة، خطا سياسيا أكثر تشددا في مواجهة تنظيمات الإسلام السياسي خاصة الإخوان، ما يعني أنه أكبر خطر على الجماعة الإرهابية في أوروبا في الفترة المقبلة، وفق مراقبين.
كما أن نيهامر يملك معرفة كبيرة بملف الإخوان بالنمسا في ضوء نتائج التحقيقات والمداهمات التي اطلع عليها بشكل مستمر على مدار عامين، ما يعني أنه يعرف كل شيء عن شبكتها، وقادر على توجيه ضربات قاصمة لها.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز