"سلطة التطور السكاني".. الصين متضررة وأفريقيا استثناء
المؤلف البريطاني تتبع التطور السكاني على مدى عصور، من بينها حقبة الثورة الصناعية والحرب الباردة والعولمة، مستشرفاً سيناريوهات مستقبلية.
حاول الباحث البريطاني في جامعة لندن، بول مورلاند، بكتابه "سلطة التطور السكاني" الإجابة على تساؤلات حول "آثار تراجع معدلات المواليد على الأحداث في العالم طوال التاريخ" و"كيف يؤثر التطور السكاني على الأحداث المعاصرة".
وتتبّع المؤلف التطور السكاني على مدى عصور عدة، من بينها حقبة الثورة الصناعية والحرب الباردة والعولمة، مستشرفاً سيناريوهات مستقبلية، سواء بالنسبة إلى بعض الدول أو المناطق.
وأوضح الباحث البريطاني أن التطور السكاني مرّ، حاله كحال السياسة والاقتصاد والمجتمع، بتحوّل بالغ بدءاً من عام 1800 حتى اليوم.
وتعرّض المؤلف أولاً للتطور السكاني في الجزر البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية والإمبراطورية البريطانية، ثم تناول التطور السكاني على مستوى العالم كله.
وفقاً للمؤلف فإن مستوى تعليم النساء يعد عنصراً حاسماً في التطور السكاني عالمياً، فخفض الإنجاب سيحدث بشكل حتمي عندما تدعم الدولة تعليم النساء، ورأى مورلاند أن سياسة الطفل الواحد الصينية، مثار الجدل، كانت على الأرجح غير ضرورية تماماً.
وتوقع أن تفقد الصين على المدى المنظور، مركزها كأكثر دول العالم سكاناً، "حيث أصبحت دولة تشيخ بسرعة، ذات مستوى دخل متوسط في أفضل الحالات".
وقال المؤلف إن أفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي لم تخض هذا التحول بشكل كامل حتى الآن، موضحاً: "باستثناء أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى، لا تكاد توجد نحو ست دول تنجب فيها النساء أكثر من أربعة أطفال في المتوسط، بعد أن كان ذلك هو الأصل في سبعينات القرن الماضي".
وأضاف أنه ليست هناك في الوقت الحالي أراض، باستثناء أفريقيا، يبلغ متوسط العمر فيها أقل من 60 عاماً، كما كان الحال في سبعينات القرن الماضي.
كما تنبأ الخبير السكاني البريطاني أن يكتسب التطور السكاني في الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى نفوذاً كبيراً، وهي المنطقة التي يعتبرها آخر مناطق العالم التي تمر حالياً بعملية تحول سكاني، وقال: "ستكون للسرعة التي يحدث بها هذا التحول تأثيرات هائلة على مستقبل هذا الكوكب برمته".