"بوعزيزي مصري".. الإخوان والفوضى ووهم العودة
وهم العودة إلى السلطة لا يزال يكبل إخوان مصر، عبر محاولة التوظيف الكاذب لأي حدث قد يعيدهم إلى الحكم بعد سنوات من لفظهم شعبيا.
مواطن مصري أحرق نفسه في ميدان التحرير بالعاصمة القاهرة.. حادثة اقتنصها الإخوان فركبوا على تفاصيلها، وقدموها على أنها تحاكي قصة الشاب التونسي محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه في 2011، وشكل شرارة اندلاع الاحتجاجات ببلاده حينها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر مواطنا يدعى محمد حسني، وهو يشعل النار في نفسه بينما يسير على امتداد شارع ثم إلى ميدان التحرير، وبدأ الرجل، الذي كان يرتدي سترة وربطة عنق، الصياح قبل أن يشعل النار في ملابسه.
وظهر في التسجيل المصور حراس أمن ومارة يهرعون لإطفاء النار بالمياه والملابس، وأسفر تدخلهم عن إطفاء النار بعد اشتعالها في جسده لمدة وجيزة، ما أدى إلى إنقاذه، ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
فصل إخواني جديد
مواقع إعلامية مصرية أكدت، نقلا عن مصادر متفرقة، أن الشخص الذي أراد حرق نفسه ينتمي للتنظيم الإرهابي.
وبحسب المصادر نفسها، حاولت جماعة الإخوان استغلال أحد عناصرها "المهتزين نفسيا"، ويدعى محمد حسني، ودفعته لإشعال النار فى ملابسه، في محاولة لرفع منسوب الاستياء والاحتقان لدى المواطنين، تماما كما حصل في تونس قبل سنوات.
وعرض أحد المواقع الإخبارية المصرية مقطع فيديو يظهر تواصل محمد حسني مع أحد قيادات جماعة الإخوان في النمسا، قبل ارتكابه الواقعة، للتحريض ضد الدولة المصرية.
وقال حسني، في مقطع الفيديو متحدثا مع إخواني بالنمسا يدعى سعيد خميس: "المفأجاة القادمة ستفرح الناس جميعا، ومفأجاة محمد حسني إن شاء الله هتفرح (ستفرح) ناس كتير، وأنا نازل إن شاء الله وانتظروا مننا بثا مباشرا من ميدان التحرير".
غباء وفكر مهترئ
ما إن جرى تداول مقطع الفيديو بكثافة، حتى سعى تنظيم الإخوان عبر أبواقه الإعلامية إلى محاولة توظيفه من أجل التحريض ضد الدولة المصرية، لكن محاولاتهم باءت بالفشل كالعادة.
وكشف مغردون مصريون عبر هاشتاق #ميدان_التحرير، زيف ادعاءات التنظيم، وفضحوا انتهازيته ومحاولاته المتكررة لإثارة الفوضى.
وغرد حساب باسم محمد العلياني، يقول إنه من "الغباء في فكر الإخوان محاولة تصدر المشهد السياسي بالمنطقة العربية عبر استنساخ نفس طريقة البوعزيزي حينما أحرق نفسه عام 2011 وبسببه قامت ثورة تونس".
وتابع :"أي غباء سياسي وفكر قديم.. كادوا يودون بأوطاننا للتهلكة بغبائهم.. #ميدان_التحرير".
من جانبها، كتبت منى حسن عبر تويتر، تقول: ستجد أول من سيستغل مشهد الرجل الذي أحرق نفسه في ميدان التحرير، وتسويقه واستخدام المشهد كطوق نجاة لهم، هم الإخوان، ثم قناة الجزيرة (القطرية)، والمقاول محمد علي".
وأضافت: "تأمل الجماعة أن يدفع مشهد المواطن إلى شحن الشعب المصري والاحتشاد في ميدان التحرير.. لكن أبشركم ستفشلون في ذلك أيضاً كما فشلتم قبل ذلك أنكم تتنفسون غباء".
من أجل الفوضى
أما حنان أحمد، فعلقت قائلة: "نفس النهج الإرهابي.. الإخوان استغلوا واحدا من عناصرهم ودفعوه لحرق نفسه".
فيما قال محمد معوض: "الإخوان .. لو حد انتحر أو حاول الانتحار فهو في النار؛ لأنه قانط من رحمة الله، أما في حالة تهييج الرأى العام، وكسب نقاط سياسية، فوقتها شوفتوا البلد والحكومة وصلت الناس لأيه، ونسيان ما يتعلق بالآخرة في سبيل مكاسب الدنيا #ميدان_التحرير".
من جهتها، نقلت تقارير إعلامية عن مسؤول أمني لم تسمه، قوله: "جرى مؤخرا الإفراج عن محمد حسني بتهم جنائية. واتّهم المسؤول جماعة الإخوان باستغلال حسني".
وأضاف أن "جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تستغل أحد أفرادها المصاب باضطرابات نفسية، مما يضطره لإشعال النار بملابسه، في محاولة لإحداث الفوضى بين المواطنين المصريين".
سقوط بلا عودة
واقعة محمد حسني كانت أيضا محل اهتمام من الفضائيات المصرية، ففي حلقة برنامج "التاسعة" المذاع على القناة الأولى الفضائية بالتلفزيون المصري، قال الإعلامي وائل الإبراشي إن "الجماعة الإرهابية تسعى إلى استثمار قصة مواطن مصري نفسه، وكأنها مقدمة لربيع عربي جديد، رغم أن الشعب المصري أسقطهم وداس على مشروعهم، ويتخيلون أنهم يستطيعون العودة محمولين على الأعناق".
وأضاف "الإبراشي" أن "الثورات يقوم بها الشعب، والإخوان خيالاتهم دائما تذهب إلى اندلاع الثورة ثم يأتون محمولين على الأعناق، ولكن الإخوان لا يمكن أن يكونوا صناع ثورة، والشعب أسقطهم ولن يعيدهم، وهم يتاجرون في كل شيء".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xMyA= جزيرة ام اند امز