بعد أن انكشفت أكاذيب الإخوان عن قناة السويس في مصر، وبدلا من أن يعتذروا أو يخجلوا من فضيحتهم، عادوا أمس بكذبة جديدة.
هذه المرة استهدفوا بكذبهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمقطع صوتي مزيف، زعموا أنه تسريب يؤكد فيه موافقته على بيع قناة السويس!
هلّل أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية على مدار يوم كامل، وتناقلت صفحاتهم هذا المقطع المختلَق المكذوب، ثم تبيّن للجميع أنه مجرد جمع جُمل للرئيس المصري في مناسبات مختلفة وتم إدماجها في بعض، مع إضافة مؤثرات صوتية لإخفاء اختلاف الصوت في كل مناسبة، لتصنع جُملا واضحة الكذب ورديئة الفبركة، وكانت فضيحة تُضاف إلى سجل فضائحهم.
لسنا في حاجة إلى إثبات كذب الإخوان الفج والبائس في الوقت نفسه، فقد كفونا هم بأنفسهم كشف أكاذيبهم، لكننا في حاجة إلى أن نوثق الجرائم الإخوانية للتاريخ، فمن حق الأجيال التالية أن تعرف حقيقة هذه الجماعة الإرهابية، وأن نحذرهم من الانخراط معهم، أو التماهي مع شائعاتهم.
واجب على كل شخص أدرك حقيقة الإخوان ألا يظل صامتًا، فجنة الإخوان في صمت الشهود على جرائمهم، إذا اعتمدنا على أن الحقيقة واضحة كالشمس لا تحتاج إلى دليل، فالتجربة المريرة، التي مر بها العالم العربي خلال العقد الماضي، أثبتت أننا في حاجة إلى توضيح الواضح وتأكيد المؤكد، لأننا أمام إعلام إخواني ينتج كذبة كل ساعة، ينشر ما يريدون من شائعات عبره، رغم أن الإجماع الشعبي حاليا على أن الكذب صفة إخوانية أصيلة.
الكذب عند الإخوان موسم لا ينقطع، ولا يقف عند حد بعينه، فهم يكذبون كما يتنفسون، منذ أيام المؤسس حسن البنا حتى اللحظة، ولا حدود لأكاذيبهم، ومؤخرًا أرادوا الوقيعة بين مصر وشقيقاتها من الدولة العربية، فكذبوا وحرضوا ونشروا الشائعات، ثم تبيّن كذبها كالعادة، ثم استهدفوا الأمن القومي المصري بنشر أخبار مكذوبة بدخول مصر في الشح المائي، ثم تبيّن كذبهم أيضًا، وكذبوا حول استقرار الأوضاع الداخلية في مصر، وها مصر قد استقرت وتستقر يوما بعد يوم، واليوم كذبة التسريب الملفّق، وغدا موعدكم مع كذبة إخوانية جديدة، وبعد غد كذلك، وبعد بعد الغد ستخرج دائما أكاذيب مختلفة ومتنوعة.. هكذا يعيش الإخوان في بحر أكاذيبهم الذي لا ينتهي، ولا يردعهم ولا يشغلهم أن يكتشف الناس أكذوبتهم العامة، فهم يغطون الكذبة بأخرى كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
تعتمد جماعة الإخوان الإرهابية على أدوات الحرب النفسية، والتي منها نشر الشائعات والأكاذيب، كالتسريبات المزيفة التي يستهدفون أن تحبط الشعوب، فهم يعملون بمبدأ أنه من السهل الاتهام والوصم، ومن الصعب تكذيب التكذيب، لذا يأمل الإخوان ألا يفيق الناس بسهولة من وهم الشائعة إلا ببذل جهد كبير بوثائق دامغة ومنطقية تدحض الشائعة، فيستهلكون بذلك مؤسسات الدول في نفي اتهامات وشائعات، ومن هنا يخرب الإخوان المجتمعات، فبدلا من دفع الناس للعمل والإنتاج والالتفاف خلف قياداتهم الحكيمة الرشيدة المخلصة، يُضلُّونهم بأوهام ويشتّتون جمعهم وتوحُّدهم بتخريب اليقين الجمْعي، فيصير معهم كل شيء غيرَ حقيقي، والكلُّ مدانًا ومشكوكا فيه، وبالتبعية فما يقوله الإخوان هو الصدق!
خطة شيطانية لكنها في النهاية تنكسر على أرض الواقع..
لكن، لماذا يكذب الاخوان ويكررون كذبهم؟..
سؤال يراود الكثير من الناس، خصوصا هؤلاء الذين لا يزالون يرونهم "جماعة دينية"، ويصدقون أنهم يلتزمون القيم الدينية "الإسلامية"، التي تحرّم الكذب كبقية الأديان، ولا يعرفون أن الجماعة الإخوانية الإرهابية منذ زمن بعيد أحلّت لأعضائها الكذب ونشر الشائعات واختلاقها، بل أحلّت لهم قتل مُخالفيهم، ولو كانوا أعضاء معهم في التنظيم.. الكذب عند الإخوان صار عبادة، يمارسونها وينتظرون أن يُثيبَهم الله عليها!
يكذب الإخوان لتزييف التاريخ، فالتاريخ كما يعرّفه ابن خلدون هو "خبر عن حدث"، وهم يخلقون أحداثًا وهمية وينشرون أخبارًا كاذبة، إما لتحسين صورة الجماعة الإرهابية، وإما لتعميق مظلوميتها أو تشويه الآخر وخفض شعبيته، ومن أمثلة خلق وقائع مزيفة للتاريخ ما دوّنوه في كتبهم عن حرب فلسطين عام 1948، وصارت مرجعًا للباحثين، حتى صدّق البعض أن المتطوعين في هذه الحرب كانوا من الإخوان فقط، ومن أمثلة تعميق المظلومية الإخوانية الكاذبة تلك الحكايات التي تتحدث عن التعذيب في سجون "عبد الناصر"، والتي تمتلئ بالمَرويات المكذوبة بشكل واضح وصريح، أما أمثلة تشويه الآخر ففي أكاذيبهم حول ضريح الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وأن "مياه الصرف الصحي أكلت جثمانه"!
هذا النوع من الكذب الرخيص، الذي يستحلُّ سيرة الموتى لتضليل الناس، ما هو إلا حيلة إخوانية مكشوفة لزعزعة الثقة بالثوابت.. فالإخواني يكذب حتى يُفقد المجتمع ثقته بثوابته، فلا تبقى إلا ثوابتهم هم، التي يُغرون بها البسطاء، لكن لا يمكن أن يكون أحد على حق وهو يسلك سبيلا غير شريفة، أو يستخدم أدواتٍ غيرَ أخلاقية لحصد أمانيه وغاياته بالسيطرة وهدم الأوطان وتحطيم الروح المعنوية للشعوب وتجهيزها للخضوع ونشر ثقافة الهزيمة والشعور بالدونية.
يكذب الإخوان لإثارة الذعر لدى الشعب المصري وتجديد المخاوف حول المستقبل، فالمجتمع المذعور لا يُنتج ولا يلتفت إلى مستقبله، بل يظل في مكانه مرتعدا من مخاوف مجهولة، ومن ثم يمكن للإخوان القفز على السلطة وقيادة المجتمع والرأي العام للوجهة التي يريدون، والتي لن تخرج عن إضعاف مؤسسات الدولة لصالح قوة أجنبية يعملون لحسابها.
الخلاصة، لن يتوب الإخوان عن الكذب ونشر الشائعات، ومن ينتظر ذلك منهم كمَن ينتظر توبة إبليس، فالجماعة الإرهابية لن تكف عن نشر الأكاذيب، وليس لديها أي حرج في أن يكتشف الناس كذبها مرة تلو أخرى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة