بالتجربة العلمية.. "تحدي الملل" يبدأ من المخ
دراسة أمريكية حديثة تكشف أن موجات الدماغ تختلف من شخص إلى آخر بناء على طريقة تفاعله مع المواقف المملة.
يعدّ الملل تجربة إنسانية مشتركة، إلا أن كثيرين يعانون منه يميلون إلى مزيد من القلق والاكتئاب.
وكان الباحثون يظنون سابقاً أن موجات دماغية محدّدة تظهر مع تعرّض الأشخاص لموقف ممل، لكن دراسة حديثة لجامعة واشنطن الأمريكية نُشِرت مؤخراً في دورية علم النفس الفسيولوجي "Psychophysiology"، كشفت أن موجات الدماغ تختلف من شخص لآخر، بناءً على طريقة تفاعله مع الموقف المُملّ.
وخلال الدراسة ملأ 54 شخصاً استبياناً حول الملل وكيفية التفاعل معه، وتم تزويدهم بغطاء خاص يقيس موجات المخ في 128 بقعة على فروة الرأس، أثناء فتح العين ثم إغلاقها، وبعد ذلك تم تشغيل موقف ممل أمامهم.
وكان الموقف الممل عبارة عن 8 نقاط تُعرَض أمامهم على شاشة الكمبيوتر، وتمثّلت مهمتهم في النقر على النقطة التي يُسلّط الضوء عليها، ثم التركيز على أخرى ليقوم المشارك بالنقر مرة أخرى، وتألفت التجربة من 320 نقرة استغرقت حوالي 10 دقائق.
وتُصنَّف هذه المهمة باعتبارها أكثر المهام مللاً، وربط الباحثون نشاط موجات المخ مع الإجابة التي قالها المشتركون في الاستبيان؛ حيث حدثت زيادة في نشاط المنطقة الأمامية اليمنى من المخ لدى الأشخاص الذين أبلغوا في الاستبيان أنهم دائمو الشعور بالملل.
أما الأشخاص الذين أبلغوا أنهم يتغلبون على الملل بالتفكير في أشياء أخرى، فقد حدث لديهم نشاط في الجبهة اليسرى العليا من المخ، على الرغم من تعرُّضهم لنفس الموقف الذي عاشه الآخرون.
وقال سامي بيرون، الأستاذ المساعد بجامعة واشنطن، في تقرير نشره موقع الجامعة، الإثنين: "هناك طرق عدة يتعامل بها الناس بشكل إيجابي مع الملل، كأن يبحثوا عن كتاب أو شيء للقراءة، أو يفكروا فيما سيصنعونه لتناول العشاء على سبيل المثال".
وأضاف: "القيام بأشياء تجعلك منشغلاً بدلاً من التركيز على مدى ضجرك هو أمر مفيد حقاً، وهو ما أثبتته دراستنا".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTQ5IA==
جزيرة ام اند امز