خطوة أولى نحو التعايش مع كورونا.. ارتداء الكمامة "إجباري" في الجزائر
القرار الجديد يلزم كل شخص يمارس نشاطا تجاريا أو يقدِّم خدمات مهما كان نوعها بارتداء القناع الواقي وفرض احترامه بكل الوسائل.
وضعت الجزائر رسمياً الخطوة الأولى نحو "التعايش مع فيروس كورونا المستجد"، بعد إقرارها ارتداء الأقنعة الواقية بشكل إجباري، اعتبارا من أول أيام عيد الفطر المبارك، مع فرض عقوبات على المخالفين.
وصدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية إجراء تكميلي جديد يتعلق بالتدابير الاحترازية المتخذة للوقاية من انتشار وباء "كوفيد- 19".
وينص القرار الجديد على "أن ارتداء القناع الواقي يعد إجراء وقائيا ملزما على جميع المواطنين".
وحدد المرسوم أماكن ارتداء الكمامات وهي الطرق والأماكن العمومية وأماكن العمل، والفضاءات المفتوحة أو المغلقة التي تستقبل الجمهور، خصوصاً المؤسسات والإدارات والمرافق الحكومية ومؤسسات تقديم الخدمات والأماكن التجارية.
وألزم القرار الجديد أيضا كل شخص يمارس نشاطا تجاريا أو يقدِّم خدمات مهما كان نوعها بارتداء القناع الواقي وفرض احترامه بكل الوسائل، وهدد باستعمال القوة العمومية للمخالفين.
وسجلت الجزائر، الجمعة، 190 إصابة و7 حالات وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد، خلال آخر 24 ساعة، ليرتفع إجمالي المصابين إلى 7918 إصابة مؤكدة والوفيات إلى 582 حالة وفاة.
وأشارت وزارة الصحة الجزائرية إلى تسجيل 194 حالة شفاء جديدة من الوباء، ما يرفع عدد حالات الشفاء إلى 4256 حالة تعافٍ.
وشدد رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد، الجمعة، على أن فرض استخدام الكمامات بتوجيه من الخبراء "أمر ضروري ومهم للقضاء على فيروس كورونا".
وأكد في تصريح أمام لجنة رصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا أن الجزائر ستنجح في تحدي تعميم استعمال الكمامة، منوهاً في السياق بأن القرار يعد مرحلة مهمة ومنعرجاً حاسماً للتصدي للفيروس.
ولفت إلى أن الجزائر نجحت في رفع التحدي الأول المتعلق بالتحاليل الفيروسية والتحدي الثاني الخاص بالعلاج بالهيدروكسي كلوروكين الذي كان تجربة مهمة جدا.
وشدد على أن بلاده ستنجح في رفع التحدي الثالث وهو تعميم استعمال الكمامات على المستوى الوطني من طرف المواطنين.
وكشف عن توزيع 9 ملايين كمامة على المحافظات الـ48 للبلاد، كما تقرر وضع تسعيرة موحدة للأقنعة الواقية بـ45 ديناراً للواحدة (0.35 دولار أمريكي).
وأوضح أن حكومته استطاعت تكوين جبهة وطنية حقيقية ضد الوباء بفضل تجند الجمعيات والشباب والمجتمع المدني في توزيع الكمامات والأغذية المساعدات.
وألمح عضو لجنة رصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا الحكومية في الجزائر، الدكتور بركاني بقاط، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى أن القرار يمهد لخطوة التعايش مع كورونا في المرحلة المقبلة.
وشدد على أن خروج بلاده من هذا الوباء "يجب أن يكون بدون شكوك حول إمكانية بقائه، ولا يمكن في المقابل اتخاذ إجراءات قد تشكل خطرا على صحة المواطنين، وهو ما حدث في بعض الدول التي فضلت التركيز على الوضع الاقتصادي في رفع تدابير كورونا أكثر من صحة مواطنيها، وذلك يعود بالأساس إلى الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها.
حملة لتوزيع الكمامات مجاناً في الجزائر
وسجلت الجزائر خلال الأيام الـ29 لشهر رمضان أثقل حصيلة إصابات بفيروس كورونا بـ4721 إصابة جديدة، مقابل 3007 خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان.
واتخذت الجزائر منذ يناير/كانون الثاني الماضي 39 قراراً لمجابهة انتشار فيروس كورونا حتى قبل الإعلان عن أولى حالات الإصابة بالوباء شهر مارس الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع من سرعة انتشاره في جميع محافظات البلاد.
ورغم أن وزارة الصحة الجزائرية بررت تضاعف أعداد الإصابات بفيروس كورونا في البلاد بـ"زيادة عدد مراكز الكشف والتحليل الخاصة بفيروس كورونا"، إلا أن تصريحات سابقة للرئيس الجزائري ودراسات وأبحاث طبية كشف عنها أخصائيون لـ"العين الإخبارية" أثبتت بأن "استهتار كثير من الجزائريين بفيروس كورونا وعدم التزامهم بالتدابير الاحترازية لمنع والحد من انتشاره" كان "وراء تخطي البلاد عتبة الـ7 آلاف إصابة خلال رمضان".