سد "أليسو".. أداة تركية تهدد حياة العراقيين
نداءات استغاثة ومطالبات رسمية عراقية تحذر من خطورة بناء السد الذي سيكبد البلاد خسائر تزيد على 10 مليارات دولار.
مع اقتراب موعد بدء تشغيل سد "أليسيو" التركي المقام على ضفاف نهر دجلة عادت قضية تأثيره على العراق إلى الواجهة، لا سيما مع التحذيرات المتجددة للخبراء العراقيين من خطورته حيث من المتوقع أن يؤثر سلبا على حجم الأراضي الزراعية.
نداءات استغاثية ومطالبات رسمية عراقية جاءت بعد تقدير أخطار بناء السد والخسائر الناتجة عنه، التي أكدت تقارير دولية أنها تزيد على 10 مليارات دولار، ورجحت نقص حصة العراق من مياه دجلة من 20.93 مليار متر مكعب سنويا لتصل لنحو 9.7 مليار متر مكعب، بعد اكتمال بناء وتشغيل السد.
وطالبت وزارة الموارد المائية العراقية من أنقرة تأجيل بدء ملء خزان السد إلى شهر يونيو/حزيران المقبل بدلًا من مارس/آذار.
ومنذ أن شرعت تركيا في بناء السد قبل نحو 12 عاما ويكرر النواب العراقيون عبارة "سنخسر نحو ثلثي الأراضي الزراعية إذا تم تشغيل سد أليسو".
ودون تنسيق مع دول الجوار "العراق وسوريا" شرعت الإدارة التركية في الـ5 من أغسطس/آب 2006 في تشييد سد أليسو على ضفاف نهر دجلة، وحدود محافظتي شرناق وماردين في تركيا، ما يشير إلى أطماع أنقرة في السيطرة على مصادر المياه.
أطماع لا تنتهي
ويعد سد أليسو المقام على بعد 50 كم عن مدينة الموصل العراقية ثاني أكبر السدود التركية، بعد سد أتاتورك المقام على نهر الفرات.
الأطماع التركية في إقامة مشاريع زراعية وصناعية دفعها لإنشاء السدود، دون الانتباه للأطراف المتضررة من التوسع على حدودها مع سوريا والعراق، وقد تأثر أكراد العراق وسوريا سلباً بعد تشغيل سد أتاتورك في نهايات القرن العشرين.
كارثة تهدد العراقيين
وتحدث بعض الخبراء العراقيين عن أن إقامة مشاريع ومنشآت تابعة للسد تقلل من منسوب المياه المتدفقة للعراقيين، وأشاروا إلى أن مدن الموصل وبغداد وسامراء وتكريت ويعقوبة والمدائن وحلة والكوت والقرنة والعمارة هي الأكثر تضرراً من سد أليسو.
ويزيد الوضع خطورة بالنسبة للعراقيين، توقف عدد كبير من مشاريع الري والطاقة الكهربائية، مع رغبة الحكومة العراقية في إعادة إصلاح البنية التحتية في عدد من المدن المحررة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
ووفقاً لتقديرات وزارة الري العراقية فسوف يتراجع حجم الأراضي الزراعية لحرمان ثلثي المساحات الخضراء من الموارد المائية، ما يؤدي إلى نقص بعض المحاصيل.
مبررات أنقرة
السد الذي يبلغ طوله 1820م وارتفاعه 140م، يستطيع تخزين 10.4 مليار متر مكعب من المياه، وسيمكن تركيا من بناء محطات توليد الكهرباء والطاقة، إضافة إلى إقامة مشاريع زراعية على جوانب نهر دجلة.
وتدور مبررات النظام التركي في بناء السد بأنه مصدر حماية وتأمين لأراضيها ومدنها، كما يتحكم في حجم الفيضان ونسب المياه المستخدمة، وتغذية المياه الجوفية.
وتربط أنقرة وبغداد اتفاقية صداقة وحسن جوار مبرمة عام 1946، متعلقة بتنظيم مياه نهري الفرات ودجلة، التي تنص على احترام الحقوق التاريخية والطبيعية، إضافة إلى بروتوكول التعاون الاقتصادي الفني الموقع في 1971.