كريم الشافعي يكشف لـ«العين الإخبارية» قصة إحياء قلب القاهرة التاريخي

وسط القاهرة، المنطقة التي لطالما كانت القلب النابض للثقافة والفن والسياسة والتجارة، تشهد اليوم حراكًا عمرانيًا واستثماريًا غير مسبوق.
في قلب هذا الحراك تقف شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، التي تبنت منذ تأسيسها قبل نحو عقدين مشروعًا طموحًا لإعادة ترميم وتوظيف المباني التراثية والتاريخية، وتحويلها إلى مراكز جذب سياحي وثقافي وتجاري.
في هذا الحوار، يتحدث إلينا كريم الشافعي، رئيس مجلس إدارة الشركة وصاحب فكرة المشروع، لــ" العين الإخبارية" عن فلسفة الإسماعيلية، خططها الاستثمارية، ورؤيتها لمستقبل وسط البلد.
بدايةً، ما الذي يميز شركة الإسماعيلية عن غيرها في السوق العقاري للحصول على إعمار وسط القاهرة؟
نحن أول شركة متخصصة في إعادة استخدام المباني التراثية والتاريخية فقط. عملنا يقتصر على شراء العقارات القديمة، ترميمها وإعادة توظيفها لاستخدامات حديثة ومعاصرة. على مدار العشرين عامًا الماضية، اشترينا نحو 25 عقارًا في وسط البلد، وأعدنا توظيفها كفنادق، مكاتب، مساحات سكنية وترفيهية، ومحلات ومطاعم.
- 4 رسائل من حكومة مصر بشأن الغاز والأسعار والإيجار القديم والقاهرة الخديوية
- ديارنا القاهرة الجديدة.. تفاصيل وحدات وأسعار طرح المرحلة الثانية
كم يبلغ حجم استثماراتكم حتى الآن؟
رأس مال الشركة حوالي 385 مليون جنيه، لكن على مدار السنوات ضَخّينا استثمارات تقترب من مليار جنيه في مشروعاتنا. ولدينا خطة لاستثمار مليار جنيه إضافية خلال السنوات الخمس المقبلة، موزعة بين الفنادق، المكاتب، الوحدات السكنية والأنشطة التجارية.
ما العوائد التي حققتموها حتى الآن وما هي توقعاتكم للمستقبل؟
الشركة تنمو بوتيرة سريعة. عوائدنا هذا العام ستتراوح بين 170 و180 مليون جنيه، ونتوقع أن تتضاعف العام المقبل لتصل إلى 300 مليون، ثم 500–600 مليون في العام الذي يليه، وتصل إلى 900 مليون أو مليار جنيه بحلول 2028. النمو مطرد لأننا خلال السنوات الأخيرة ركزنا بشكل مكثف على إعادة التطوير وطرح المباني للاستخدام.
كيف توازنون بين الحفاظ على الطابع التاريخي وتحقيق العائد الاستثماري؟
هذه هي المعادلة الصعبة التي نجحنا في تحقيقها. نحن نحافظ على التراث المعماري ونُعيد قيمة العقارات التاريخية، وفي الوقت نفسه نقدم نموذجًا اقتصاديًا مربحًا يجذب المستثمرين. المواطن سيشعر بالتغيير من خلال عودة العمارات إلى رونقها الأصلي، تحسين الشوارع والإضاءة، وتنوع الأنشطة التجارية والثقافية، ما يجعل تجربة وسط البلد شبيهة بما كانت عليه في ذروة ازدهارها قبل عقود.
من خلال هذا المشروع الطموح، تثبت شركة الإسماعيلية أن الاستثمار في العقارات التراثية ليس مجرد واجب للحفاظ على الهوية، بل فرصة اقتصادية واعدة قادرة على خلق نهضة عمرانية واجتماعية وثقافية متكاملة. وسط القاهرة ينهض من جديد، ليعود إلى مكانته الطبيعية كمركز إشعاع ثقافي وسياحي وتجاري، جاذب للمصريين وللمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
هل تكلفة الترميم مرتفعة مقارنة بالبناء الجديد؟
على العكس تمامًا. تكلفة ترميم المباني التاريخية – حتى مع احتساب تكلفة الاستحواذ – أقل بكثير من بناء مبنى جديد من الصفر. هناك اعتقاد خاطئ أن الترميم مكلف، لكنه في الواقع أكثر جدوى اقتصاديًا.
هل هناك نية للتوسع خارج وسط البلد؟
حاليًا تركيزنا بالكامل على وسط البلد، لأن المنطقة ما زالت تحتوي على فرص استثمارية كبيرة وتتطور بسرعة كبيرة جدًا. التوسع خارج وسط البلد قد يأتي مستقبلًا، لكن بعد الانتهاء من استغلال كامل الإمكانيات هنا.
هل تخططون للدخول في شراكات جديدة؟
نعم. نحن في مرحلة زيادة رأس المال حاليًا، ونتحدث مع مستثمرين مصريين ومنطقة الخليج. كذلك أغلب مشروعاتنا تُدار بالشراكة مع شركات إدارة متخصصة، سواء عند تطوير الفنادق أو افتتاح المحلات والمطاعم.
ما تقييمكم لدور الدولة في تشجيع الاستثمار بوسط البلد؟
الدولة تبذل جهدًا كبيرًا في ترميم واجهات العقارات وتطوير الميادين والشوارع الرئيسية. وهناك مقترحات جادة لإنشاء منظومة متكاملة لإدارة وسط البلد وتخطيطه العمراني، وهو ما سيدعم المستثمرين ويوفر بيئة استثمارية جاذبة وواضحة المعالم.
متى يتم افتتاح الفنادق التي تعملون عليها؟
لدينا فندق سيتم افتتاحه في الربع الأول من 2026، وآخر من المقرر افتتاحه بين نهاية 2026 وبداية 2027.
هل تفكرون في طرح الشركة في البورصة؟
ندرس حاليًا إمكانية طرح الشركة إما في صورة أسهم أو صندوق استثماري، لكن القرار لم يُتخذ بعد.
كيف تؤثر التغيرات الاقتصادية مثل سعر الصرف والفوائد على خطط الشركة لتطوير وسط القاهرة؟
بالعكس، هذه التغيرات تصب في مصلحتنا. نموذج عملنا قائم على الإيجار لا البيع المسبق، ما يجعلنا نستفيد من التضخم وتغيرات سعر الصرف والفوائد، مقارنة بالمطورين الذين يبيعون اليوم ويبنون لاحقًا بتكاليف أعلى.
هل ترون أن الاستثمار في وسط البلد أصبح أكثر جاذبية اليوم؟
بالتأكيد. اليوم نشهد إقبالًا من مستثمرين صغار وكبار، محليين وخليجيين، يرون في وسط البلد فرصة استثمارية فريدة. الاستثمار داخل المدينة يمثل نموذجًا جديدًا في السوق العقاري المصري، بخلاف الاستثمار المعتاد في التجمعات الصحراوية.
ما النصيحة التي توجهها للمستثمرين؟
لم يكن هناك توقيت أفضل من الآن للاستثمار في وسط البلد. الطلب على المساحات التجارية والإدارية والسكنية في ارتفاع كبير، وكل مشروعاتنا المستقبلية مؤجرة بالكامل قبل إطلاقها. هذه فرصة للمستثمرين للمشاركة في إعادة إحياء قلب القاهرة اقتصاديًا وثقافيًا