القضية الفلسطينية لم ولن تكون غائبة عن المشهد الإماراتي.
فمنذ عهد الشيخ زايد رحمه الله عندما انطلق في بناء دولة الإمارات إلى هذا اليوم والموقف الإماراتي ثابت في رؤيته للحق الفلسطيني، ومهما كانت التطورات السياسية في المنطقة مختلفة، فإن أحد الثوابت المهمة التي بنيت عليها سياسة الشيخ زايد رحمه الله ومن بعده هي الوقوف مع الحق، خاصة حق الشعب الفلسطيني في أن ينعم بالاستقرار والسلام في ظل دولة مستقلة وفق القرارات الدولية.
لم تكن دولة الإمارات منفردة يوماً عن المواقف العربية في سبيل تحقيق العدل والسلام للقضية الفلسطينية، وقد اطلعت على تسجيل مهم للشيخ زايد رحمه الله ينتقد فيه ديمقراطية دولة إسرائيل في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، ويطالبها بأن يكون العدل والسلام هو منهجها.
وقد ثبت عن الشيخ زايد رحمه الله قوله: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة"، وهذه المقولة تشكل قانوناً مهماً في المسار السياسي الإماراتي، لذلك فليس من الإنصاف أن يتم نسيان المواقف التاريخية لدولة الإمارات وتلك المساعدات المستمرة في سبيل تحقيق السلام للشعب الفلسطيني، فالإمارات تقع في المركز الرابع بين أكثر عشر دول دعماً للشعب الفلسطيني، منذ قيام السلطة الفلسطينية في العام 1994م، وكذلك قدمت الإمارات للسلطة الفلسطينية منذ ذلك الحين ما قيمته أكثر من ملياري دولار أمريكي.
وقد تعود المسؤولون في دولة الإمارات على تقديم الدعم الكامل للقضية الفلسطينية، ومنهم على سبيل المثال معالي الدكتور أنور قرقاش، الذي قال عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، إن "التعاطف والتآزر مع القضية الفلسطينية العادلة متأصل لدى قيادة وشعب الإمارات، ولا نحتاج إلى مَن يزايد عليه"، وحول الأحداث الأخيرة قال سمو وزير الخارجية الإماراتي إن "دولة الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية، وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي".
القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها ليست مسؤولية دولة بعينها من الدول العربية، ولكنها مسؤولية دولية تتقاطع فيها الأطراف، ولكل دولة الحق في أن تمارس دعم القضية بطريقتها التي ترى أنها يمكن أن تؤدي إلى الحلول المناسبة، كما أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب فلسطين وليست قضية منظمة أو حزب بعينه يستطيع أن يمارس النيابة عن الشعب الفلسطيني، العالم كله يؤمن بحق الشعب الفلسطيني ولا يوجد من ينكر هذا الحق مع اختلاف الطرق في الوصول إلى هذا الحل، والعالم العربي يتشارك والدول الكبرى في ضرورة الحق الفلسطيني بدولة مستقلة، كما تدعو إلى ذلك، القرارات والمواقف الإقليمية والدولية.
إن دولة الإمارات اليوم تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها كانت وما زالت تؤمن بالقضية العادلة فيما يخص حق الشعب الفلسطيني، وإن الأسس التي بنيت عليها سياسياً هذه الدولة لا تتأثر بالتطورات السياسية التي تحققت في المشهد السياسي العربي، خاصة أن هناك دولاً غير عربية تحاول أن تجد لنفسها موقعاً في ثنايا القضية الفلسطينية، وهذا ما يشكل مصدر القلق، ويسهم في خلط المفاهيم وإرباك المشهد الشعبي العربي، قضية فلسطين قضية عربية، فالأرض عربية والقدس عربية وحلولها لن تمر إلا عبر مشروع عربي موحد، لن يكون بعيد المنال ما دامت الدول العربية تجتهد في إثبات الحق الفلسطيني وتدافع عنه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة