عيدية أردوغان للأتراك.. انحدار جديد لليرة
الليرة تنخفض أكثر من 0.5% لتسجل 7.0060 مقابل الدولار، في أضعف سعر لها منذ منتصف مايو الماضي
انحدار جديد لليرة التركية.. هي عيدية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأتراك في عيد الأضحى المبارك، وذلك بسبب إصراره على دعم الإرهاب، والتدخل في شؤون دول المنطقة ما فاقم أزمة الاقتصاد التركي، وتدهور مؤشراته منذ عامين.
وتلقت الأصول التركية ضربة جديدة، الخميس، لتتراجع الليرة لليوم الرابع على التوالي في معاملات متقلبة، بينما هوت السندات الدولية وسط استمرار المخاوف حيال تناقص احتياطي النقد الأجنبي والتكلفة الباهظة لتدخلات الدولة من أجل دعم العملة.
وبحلول الساعة 19:10 بتوقيت جرينتش، كانت الليرة منخفضة أكثر من 0.5% لتسجل 7.0060 مقابل الدولار، في أضعف سعر لها منذ منتصف مايو/أيار الماضي.
وفي ظل سيولة هزيلة قبيل عطلة عيد الأضحى، أظهرت البيانات الرسمية استمرار البنوك الحكومية في تعزيز المراكز المدينة بالعملة الصعبة، والتي شهدت طفرة منذ مايو/أيار الماضي.
وبلغ صافي تلك المراكز 10.2 مليار دولار الأسبوع الماضي، من 9.1 مليار قبل أسبوع.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، عن خبراء اقتصاد قولهم، إن السلطات التركية تسعى لربط الليرة عند مستوى معين مقابل الدولار، غير أن هذه الخطوة كلفت تركيا كثيرا حيث أدت لتقليص احتياطي النقد الأجنبي للبلاد.
وتظهر البيانات وحسابات المتعاملين أن البنك المركزي والبنوك الحكومية باعوا نحو 110 مليارات دولار منذ أوائل العام الماضي من أجل تحقيق الاستقرار في الليرة، مع تسارع وتيرة التدخلات بسوق الصرف الأجنبي في الأشهر الأخيرة.
ويقول المحللون إن تجدد الضغوط على الليرة بعد عامين من أزمة عملة، يظهر أن التدخلات ربما فقدت زخمها.
وقال فيكتور سزابو من أبردين ستاندرد إنفستمنتس "إنها غير قابلة للاستمرار..إما أن يطلقوا لها العنان (الليرة)، أو أن يفرضوا في تطور سلبي محتمل قيودا على حركة رؤوس الأموال. يوقف هذا النزيف لكنه يوقف حركة التجارة أيضا".
تراجع الاحتياطيات
تراجع صافي احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي إلى 28.7 مليار دولار الأسبوع الماضي، ليسجل أدنى مستوياته منذ منتصف مايو/أيار الماضي.
وفي حين زادت الاحتياطيات الإجمالية إلى 51 مليار دولار، فإن المحللين يقولون إن جزءا كبيرا منها ليس سوى أموال مقترضة أو ذهب.
وقال سيرجي ديرجاتشيف، مدير المحفظة في يونيون إنفستمنت، "تركيا منخرطة في نقاط جيوسياسية ساخنة عديدة والمشكلة أن تلك المغامرات باهظة التكلفة وغير مضمونة النتائج".
وتراجعت السندات السيادية المقومة بالدولار تراجعا حادا إلى مستويات منتصف مايو/أيار الماضي.
وسجل إصدار 2030 أكبر انخفاض أسبوعي له منذ عصفت جائحة فيروس كورونا بالأسواق العالمية في مارس/آذار، وفقا لبيانات تريدويب.
وبلغت قيمة العجز التجاري التركي مع الخارج خلال النصف الأول 2020، نحو 23.87 مليار دولار أمريكي، مقارنة مع عجز تجاري بقيمة 13.7 مليار دولار أمريكي في الفترة المناظرة من العام الماضي، بزيادة 10 مليارات دولار.
وأبقت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني، في آخر تقريرها، على موقف التصنيف الائتماني في تركيا، باعتبارها غير جديرة بالاستثمار، مع جدارة ائتمانية أقل من متوسطة.
وحددت الوكالة الدولية التصنيف الائتماني طويل الأجل لتركيا بالقطع الأجنبي عند "B+" والذي يعني جدارة ائتمانية أقل من متوسطة، وبالعملة المحلية عند "BB-" والذي يعني أنها غير جديرة بالاستثمار.
كما أعلنت "ستاندرد آند بورز" تثبيتها التصنيف الائتماني قصير الأجل لتركيا بالقطع الأجنبي، وبالعملة المحلية عند الدرجة "B" والتي تعني "مخاطرة".
وأوضحت الوكالة الدولية، أن هناك إشارات تدل على أن الاختلالات السابقة قد عادت للظهور مجددًا، بما في ذلك الزيادة السريعة لنمو القروض، ومعدلات التضخم المكونة من رقمين، واتساع عجز الحساب الجاري في الأشهر الأخيرة.
ووفق البنك المركزي التركي بلغ عجز الحساب الجاري على صعيد 12 شهرا نحو 8.244 مليار دولار.
وتوقعت ستاندرد أند بورز تسجيل معدلات تضخم هذا العام 10.6%، ونحو 9.4% في 2021، وأن تسجل البطالة هذا العام 14.3%، و12.4% العام المقبل.
وبحسب هيئة الإحصاء التركية بلغت معدلات البطالة في تركيا 12.8%، وارتفعت معدلات التضخم في تركيا إلى 11.7% في يونيو/ حزيران الماضي، بعدما كانت 11.3% في مايو/ أيار الماضي.
كما خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في تركيا خلال العام الجاري، وقال إنه سيشهد انكماشا بنسبة 5% في عام 2020.