لا تتوانى دولة الإمارات عن مبادراتها المتواصلة لدعم قطاع غزة على كافة الأصعدة، في محاولة لمداواة جروح أهل القطاع وتخفيف آلامهم عبر تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للقطاع، الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 154 يوما.
كان أحدثها ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها تتوقع بدء تشغيل ممر بحري للمساعدات بين قبرص وغزة بداية الأسبوع المقبل لتوصيل المساعدات التي يحتاج إليها الفلسطينيون في القطاع بشدة.
وأضافت أن مساعدات غذائية جمعتها منظمة خيرية بدعم من دولة الإمارات قد تغادر قبرص اليوم الجمعة من ميناء لارنكا في اختبار تجريبي.
وذكرت فون دير لاين بعد زيارة لمنشآت في قبرص "نطلق هذا الممر البحري القبرصي معاً، الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة".
وأضافت بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها: "نحن الآن قريبون جدا من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جدا لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم".
وتجمع منظمة إغاثة، هي المطبخ المركزي العالمي، حاليا الإمدادات الغذائية في لارنكا من أجل سكان غزة بدعم من دولة الإمارات.
بدوره، قال خريستودوليدس إن ممر قبرص البحرى يستهدف تسريع نقل المساعدات إلى قطاع غزة وتخفيف الضغط عن الطرق البرية.
وأضاف أن بلاده تهدف لجعل الممر البحرى مستداما ومساهما رئيسيا فى رفع المعاناة عن المدنيين فى غزة.
مبادرات دولة الإمارات لإغاثة أهل غزة لا تتوقف، بل تبلور حراكا إنسانيا يتواصل لدعم فلسطين، يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتأتي مشاركتها في الممر البحري بعد أيام من إعلان قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية انطلاق عملية "طيور الخير" لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية على شمال قطاع غزة.
ووصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير"، 169 طناً من المساعدات الغذائية والطبية.
وتأتي عملية "طيور الخير" ضمن "عملية الفارس الشهم 3"، التي وجه بتنفيذها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات من أجل التخفيف من معاناة سكان غزة.
وتجسد "طيور الخير" التي تستمر لعدة أسابيع المستوى العالي من التنسيق الإماراتي-المصري المشترك المتواصل لدعم سكان قطاع غزة، وتقديم المساعدات العاجلة لهم في مختلف مناطق القطاع.
ونهاية الشهر الماضي، تم تدشين المستشفى الإماراتي العائم في ميناء العريش، ليقدم خدماته العلاجية والدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
واستبق ذلك بأيام، إرسال دولة الإمارات 5 مخابز أتوماتيكية دعما للأشقاء الفلسطينيين لمواجهة النقص الحاد في الخبز داخل قطاع غزة، وسد جزء كبير من الاحتياجات الغذائية للأخوة الفلسطينيين والتخفيف من وطأة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها حاليا.
فضلا عن تسيير جسر جوي إنساني، وصلت عدد طائراته لـ179 طائرة وسفينتين للنقل البحري بإجمالي حمولة بلغت 16121 طناً من المساعدات الإغاثية حتى 8 مارس/آذار الجاري.
دعم إنساني لا ينضب، بالتوازي مع تحركات دبلوماسية لا تتوقف مع دول العالم كافة لحشد الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار في غزة.