علماء يواجهون اللوكيميا بـ"الرصاصة السحرية"
حقق باحثون بريطانيون قفزة هائلة إلى الأمام في إيجاد علاج موجه لـ"اللوكيميا"، عبر تقنية جديدة تسمى "الرصاصة السحرية".
وتستهدف تقنية "الرصاصة السحرية" المبتكرة الأجسام المضادة التي من شأنها أن تقلل من الحاجة إلى العلاجات الحالية، والتي يمكن أن تكون شاقة وتتطلب دخولًا طويلاً إلى المستشفى.
ويصيب سرطان الدم النخاعي الحاد (AML) بشكل عام كبار السن، حيث يتم تشخيص حوالي 3 آلاف إصابة سنويًا في المملكة المتحدة وحدها، ويمكن أن تتضمن العلاجات الحالية استخدام زراعة نخاع العظم والتي قد تكون مؤلمة وشاقة ويمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى آثار جانبية غير سارة.
ووجد الباحثون أنه في هذا النوع من السرطان، يوجد تركيز عالٍ من جزيء يسمى Siglec-15" " يتواجد على سطح الخلية المريضة.
وحدد الفريق الجزيء الذي يمكن أن يرتبط به، بحيث يمكن أن يتم تحميل مادة سامة على هذا الجزىء، لقتل الخلايا المريضة، وبالتالي القضاء على المرض دون الإضرار بالخلايا السليمة.
ونُشر الباحثون دراسة عن هذه التقنية، الأربعاء، في "المجلة البريطانية لأمراض الدم"، وبتمويل من مجلس أبحاث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية (BBSRC)، وقاد الدراسة الدكتور هوان كاو، زميل باحث في جامعة أبردين، جنبًا إلى جنب مع زملائه في جامعة كامبريدج.
يقول الدكتور كاو في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة أبردين بالتزامن مع نشر الدراسة: "نحن نتطلع إلى إيجاد علاج لسرطان الدم باستخدام العلاج المضاد المستهدف المعروف باسم (الرصاص السحري)، ولهذا نحتاج إلى تحديد هدف محدد للسرطان وصنع جسم مضاد ضده".
ويضيف "وجدنا أنه في سرطان الدم النخاعي الحاد، يتم التعبير عن الجزىء (Siglec-15) بشكل كبير مقارنة بالخلايا السليمة، وقد شرعنا في إيجاد طريقة لاستخدام هذا التعبير المفرط لصالحنا، فمن خلال تحديد الجزيء الذي يرتبط به نفتح القدرة على ربط مادة سامة به، والتي يمكن بعد ذلك حملها إلى الخلية وتدميرها في النهاية".
وبهذه الطريقة، من الممكن استخدام مضاد Siglec-15 كـ "رصاصة سحرية" لعلاج خلايا اللوكيميا عن طريق إدخال السموم في الخلايا المريضة.
وعلى الرغم من استخدام الرصاص السحري في بعض أنواع السرطان، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم استكشافها في اللوكيميا.
ويضيف الدكتور كاو: "ابيضاض الدم النخاعي الحاد هو قاتل كبير خاصة لكبار السن، ويمكن أن يكون العلاج"السحري" فعالًا للغاية مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية، ما يعني أنه يمكن أن يكون مفيدًا بشكل كبير للسكان الضعفاء بالفعل.
وعلى الرغم من أنه لا يزال في المرحلة التجريبية، إذا سارت الأمور على ما يرام، فهناك احتمال أن يتم استخدامه سريريًا كعلاج للمرضى خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، كما يؤكد كاو.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز