«دبلوماسية الطعام».. 6 مرات أخطأت هدفها

الطريق إلى قلب الشخص يمر عبر معدته، هكذا تقول الحكمة القديمة والتي يبدو أن الدبلوماسيين والقادة السياسيين يدركون معناها جيدا.

فمأدبة الطعام يمكن أن تساهم في تحسين العلاقات الثنائية الشائكة أو تخفيف الضربة السياسية.

• «دبلوماسية الغولف».. وسيلة رئيس كوريا الجنوبية للتقرب من ترامب

ومع ذلك، فإن فن تناول الطعام الدبلوماسي ليس بالأمر الهين خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم الطعام للأذواق الدولية.

وفي بعض الأحيان، قد تتسبب الوجبات في «حوادث دبلوماسية» من شكاوى قائمة الطعام إلى حوادث القيء، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية التي كشفت عن 6 مرات أخطأت فيها «دبلوماسية» الطعام هدفها.

سلطة روسية في قمة الناتو

في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) 2022 التي استضافتها العاصمة الإسبانية مدريد عقب اندلاع حرب أوكرانيا، أثار طبق في قائمة الطعام ضجة واسعة.

ففي مأدبة الغداء، قدم الإسبان طبق "السلطة الروسية" الذي يتكون من البطاطس الباردة والبيض المسلوق والبازلاء والجزر والمايونيز.

ويعد الطبق من الأطعمة الأساسية الموجودة في جميع أنحاء إسبانيا، وأيضا في أوروبا الشرقية، لكن إضافته للقائمة أثار الدهشة نظرا لأن البند الرئيسي في جدول أعمال القمة كان التأكيد على دعم التحالف الدفاعي لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

ومع ذلك، فقد نفدت الكمية المتوفرة من ذلك الطبق في غضون ساعات، وتم إدراجه في القائمة في اليوم التالي باعتباره "سلطة تقليدية".

ومنذ ذلك الحين، أعادت العديد من المطاعم في جميع أنحاء إسبانيا تسمية الطبق بـ"السلطة التقليدية" بدلا من "السلطة الروسية" في إشارة للتضامن مع أوكرانيا.

شيراك والطعام البريطاني

أبدى الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك كراهيته للطعام البريطاني، لدرجة أنه قال في اجتماع بروسيا عام 2005 "لا يمكنك الوثوق في الأشخاص الذين يطبخون بشكل سيئ مثل هذا".

وأضاف شيراك "بعد فنلندا، فإن بريطانيا هي الدولة التي لديها أسوأ طعام"، معتبرا أن الشيء الوحيد الذي قدمه البريطانيون للزراعة الأوروبية هو مرض جنون البقر.

ومع ذلك، وخلال القمة الفرنسية البريطانية في عام 2009، خفف شيراك من موقفه على ما يبدو.

فعندما أشاد رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير خلال عشاء بالأطعمة البريطانية الشهية، قال الرئيس الفرنسي حينها "المطبخ الإنجليزي.. في البداية، تعتقد أنه هراء، ثم تندم على أنه ليس كذلك".

انتقام فنلندا

يكتسب الفنلنديون سمعة سيئة بسبب طعامهم، ومع ذلك، يتمتعون بحس الفكاهة في التعامل مع الأمر.

فبعدما أهان رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني المطبخ الفنلندي قائلا إن الفنلنديين "لا يأكلون إلا لحم الرنة المدخن"، انتقمت سلسلة مطاعم البيتزا الفنلندية "كوتيبيتزا" على طريقتها حيث ابتكرت "بيتزا برلسكوني" المغطاة بالبصل الأحمر والفطر ولحم الرنة المدخن.

وفي مسابقة بيتزا دولية بولاية نيويورك الأمريكية، فازت "بيتزا برلسكوني" على بيتزا إيطالية.

وجاء ذلك الانتقام الحلو في أعقاب معركة طويلة الأمد حول مكان مقر هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، والتي انتهت إلى طريق مسدود بين البلدين قبل أن تحصل الهيئة على مقر دائم في بارما الإيطالية.

بوش والأسماك النيئة

في عام 1992، أغمي على الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب وتقيأ في حضن رئيس الوزراء الياباني السابق كييتشي ميازاوا بين الطبق الثاني والثالث من عشاء الدولة في مقر إقامة رئيس الوزراء، بحضور 135 دبلوماسيًا.

وقال بوش لطبيبه الذي كان حاضرًا "فقط دحرجني تحت الطاولة حتى ينتهي العشاء".

وسرعان ما تفاعل اليابانيون مع الموقف وابتكروا كلمة عامية جديدة هي "بوشوسورو"، والتي تعني "القيام بأمر بوش"، أو التقيؤ.

فرانسوا هولاند والنبيذ

كان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند من عشاق النبيذ، لذا فقد ألغى غداءً مخططًا له مع الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني في باريس عام 2016 بعدما طلب الأخير عدم تناول النبيذ على المائدة.

وأصر المسؤولون الإيرانيون على تناول اللحوم الحلال ووجبة خالية من النبيذ وفقًا للعادات الدينية التي تحظر تناول الكحول.

لكن النبيذ يشكل ركيزة أساسية للثقافة الفرنسية، ولذلك رفض المسؤولون الفرنسيون التزحزح عن موقفهم.

في حين اقترح الإليزيه وجبة إفطار خالية من الكحول بدلاً من ذلك، وهو ما رفضته إيران باعتبارها "رخيصة للغاية".

رئيس البرازيل جائع

انتقد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا جودة وحجم الوجبات التي قُدِّمَت له العام الماضي في زيارات إلى باريس وروما المعروفتين بأنهما من عواصم الطهي العالمية.

وقال لولا إنه لا يستمتع بالطعام في البلدين، وأضاف "يعتبر العشاء الرسمي صغيراً ومحدوداً"، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية.

وتابع لولا "لا توجد صينية كبيرة يمكنك الاختيار منها والحصول على ما تريد.. إنها تلك الكمية الصغيرة التي تأكلها.. بصراحة لا أستطيع أن أعتاد على هذا.. أنا بحاجة إلى الكمية. قد يكون هذا شراهة من جانبي، لكنني أحب الكمية".