إسطنبول وأنقرة تصفعان أردوغان.. الطعون لتبرير الهزيمة
بالتزامن مع إعادة فرز الأصوات في إسطنبول وأنقرة تُظهر تصريحات أردوغان ونظامه مرارة الخسارة في الانتخابات المحلية التركية.
حالة من التخبط داخل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب الخسارة التي مُني بها في الانتخابات المحلية، ولا سيما بلدية إسطنبول أكبر مدن البلاد وسابع أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان.
سقوط مدو اعتبره مراقبون ووسائل إعلام تركية صفعة قاسية على وجه أردوغان الذي لم يتقبل الهزيمة، وأعاد من خلال اللجنة العليا للانتخابات التركية فرز أصوات الناخبين في 18 من أصل 39 حيًّا من أحياء اسطنبول، بعدما أظهرت نتائج أولية أن حزب الشعب الجمهوري المعارض انتزع السيطرة على أكبر مدينتين في تركيا، إسطنبول وأنقرة، في انتكاسة لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.
وفي العاصمة أنقرة، تتم إعادة فرز الأصوات في 11 حيًّا بعد أن طعن حزب العدالة والتنمية على النتائج الأولية التي شهدت فوز مرشح المعارضة منصور يافاش على منافسه من حزب العدالة والتنمية الوزير السابق أوزهسكي بفارق نحو أربع نقاط مئوية.
وإذا تأكدت النتائج الأولية، فسيسيطر حزب الشعب الجمهوري على ميزانيتي إسطنبول، العاصمة التجارية للبلاد، والعاصمة أنقرة واللتين تقدران إجمالا بنحو 32.6 مليار ليرة (5.79 مليار دولار) لعام 2019.
وقال أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، الفائز ببلدية إسطنبول في تصريحات له اليوم الخميس، إنه لا يزال متقدما بفارق نحو 20 ألف صوت على مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، بعد إعادة فرز جزء من الأصوات في الانتخابات البلدية.
وفي تعليقه على تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة إسطنبول، قال أردوغان: "حاليا لا تزال الأمور مستمرة، حتى لو حدث هذا (فوز المعارضة)، فإنهم أصبحوا مثل بطة عرجاء".
ويستخدم هذا المصطلح لوصف "رئيس مقيد الصلاحيات"، والمرشحين الذين يفوزون برئاسة البلديات ويخسرون غالبية أعضاء مجلس البلدية.
أما مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، بن علي يلدريم، فوجه تحذيرات لمنافسه، أكرم إمام أوغلو، مشيرا إلى أن الشعب يمكن أن يفكر بشكل مختلف ويتنافس بعضه مع البعض في السياسة الداخلية "ولكن تختفي الخلافات كافة فيما بيننا ونقف كيدٍ واحدة ضد الراغبين في خلق أجواء ببلدنا كما يحدث في فنزويلا".
وحسب نتائج أولية غير رسمية بعد فرز 88.63 %من الصناديق الانتخابية، فقد الحزب التركي الحاكم البلديات الكبرى في عدد من المدن المهمة وفي مقدمتها العاصمة أنقرة.
وتعد هذه الانتخابات التي يصوت فيها الأتراك لاختيار رؤساء البلديات وغيرهم من المسؤولين المحليين في جميع أنحاء البلاد، هي الأولى منذ تولي أردوغان سلطات رئاسية واسعة العام الماضي.
وقبيل الانتخابات، شكّل حزب الشعب الجمهوري المعارض والحزب الصالح تحالفا انتخابيا لمنافسة حزب العدالة والتنمية وشركائه القوميين في حزب الحركة القومية.
وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، أقام أردوغان نحو 100 تجمع انتخابي في جميع أنحاء البلاد، وتحدث 14 مرة بمناطق مختلفة في إسطنبول وأكثر من أربع مرات في أنقرة، ولكن الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد ومعاناة الأتراك اليومية مع غلاء المعيشة ساهم في إسقاط حكم حزب أردوغان في اسطنبول.