أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن فكرة نشر قوات في غزة "ليست خيارا مطروحا حاليا"، مشيدا بخطة الرئيس الأمريكي الذي عدها تنهي الحرب لكن بشروط.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه هادلي غامبل كبيرة مذيعي IMI الدوليين على هامش اجتماع قادة مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد في مدينة العلا السعودية بمشاركة نحو 70 من كبار القادة الدوليين.
وقال البديوي ردا على سؤال حول مقترح نشر قوات لحفظ السلام ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة: "لا أعتقد أن إرسال قوات هو خيار متاح في الوقت الحالي لأن الوضع معقد للغاية. ما هي مهمة هذه القوات؟ ما هي المناطق التي ستغطيها؟ تحت قيادة من ستكون هذه القوات؟ هل ستكون تحت قيادة بعثة الأمم المتحدة أم كل دولة على حدة؟ من سيشارك في البعثة؟ الوضع معقد للغاية".
وأضاف الأمين العام أن الخيار الأفضل أن تكون المهمة تحت قيادة الأمم المتحدة، موضحا: "في رأيي الشخصي، أعتقد أن البعثة التي تقودها الأمم المتحدة قد تكون أفضل طريقة، لأنك في هذه الحالة ستعرف بالضبط ما هي مهامها. هناك قرار من مجلس الأمن يشرح ذلك. أنت بحاجة إلى ذلك، وكذلك منح الفلسطينيين حقهم في الحكم الذاتي وإدخال الشرطة الفلسطينية، وربما تكون هذه هي أفضل طريقة".
وحول إمكانية مشاركة مجلس التعاون الخليجي في حال تقررت مهمة حفظ سلام دولية بقيادة الأمم المتحدة، قال البديوي: "سنناقش الأمر بالتأكيد فيما بيننا إذا تم اتخاذ مثل هذا القرار، أعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي قامت ببعثات تابعة للأمم المتحدة في أفغانستان منذ سنوات عديدة، ولكن هذا أمر نناقشه بشكل جماعي ونتخذ قرارًا بشأنه".
خطة ترامب والنقاط الـ21
وفي سياق متصل، تناول الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خطة ترامب ذات النقاط الـ21 التي تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وإحياء مسار السلام، مشيرا إلى أن الخطة تحمل بنودا قابلة للتطبيق، لكن التحدي الأكبر يكمن في مدى استعداد الحكومة الإسرائيلية لقبولها وتنفيذها.
وقال البديوي: سمعت العديد من الوزراء من الدول المعنية يتحدثون بتفاؤل، ويرون في هذه النقاط الـ 21 شيئا قابلا للتطبيق، ويمكن أن يكون حلا للمشكلة التي نواجهها، ولكن مرة أخرى، هل ستقبل إسرائيل وبنيامين نتنياهو هذه النقاط الـ 21 وتفسرها كما يفسرها الجميع، أم أنه سيجد تعريفه الخاص وطريقته الخاصة لتفسير هذه النقاط الـ 21؟ هذا ما نحتاج إليه، نحن نبحث عن شريك حقيقي في السلام في إسرائيل من أجل إيجاد حل حقيقي".
وشدد الأمين العام على أن المشكلة ليست مع الشعب الإسرائيلي، بل مع الحكومة الحالية التي اعتبرها "لا تسعى للسلام"، مؤكدا أن العالم بدأ "يدرك من يقف وراء المشكلة الحقيقية".
وأوضح البديوي أن الأجواء الدولية باتت أكثر تفهما للموقف العربي، وقال: "الأجواء كلها مؤيدة لفلسطين، مؤيدة لإيجاد حل، حتى الدول الأكثر تشددا التي عادة ما تتخذ مواقف صارمة في هذا الملف أصبحت الآن أكثر لينا وأكثر تقبلا لحياة أفضل، ولحل دائم، لحل الدولتين للفلسطينيين، أعتقد أنني متفائل".