حكومة رجال الأعمال.. الأتراك يدفعون ثمن زواج المال بالسياسة
أردوغان يختار حكومة من رجال الأعمال تثير التساؤلات بشأن نزاهتها وسط شكوك حول تضارب فج للمصالح
تحت وطأة الانهيار الاقتصادي دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده إلى انتخابات مبكرة مشكوك في نتائجها، ليعزز قبضته على السلطة بموجب تعديلات دستورية أقرت العام الماضي، لكن الجانب الآخر من المخطط تكشف مع الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة التي يقودها الرجل بنفسه.
- أردوغان يسلم الجيش لصديقه: سيخضع لسلطة وزارة الدفاع
- تركيا.. صهر أردوغان يطلق وعودا كاذبة بتحسين الوضع الاقتصادي
وكشفت تقارير إعلامية تركية عن هيمنة رجال الأعمال وأباطرة المال على الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة؛ ما يضع علامات استفهام بشأن النزاهة في ظل تضارب مصالح أصحاب ومدراء الشركات الكبرى العاملة الذين باتوا في قلب السلطة التنفيذية.
وأدى أردوغان اليمين، يوم الإثنين الماضي، في ظل النظام الجديد الذي يمنحه سلطات واسعة النطاق، ويسمح له بإصدار مراسيم بشأن أمور تنفيذية وبتعيين وإقالة كبار موظفي الدولة.
وقال أردوغان إن الرئاسة التنفيذية ضرورية لزيادة كفاءة الحكومة ودفع النمو الاقتصادي وضمان الأمن، لكن معارضيه ينتقدون ما يقولون إنه نزوع نحو الشمولية وحكم الرجل الواحد.
وعلى ما يبدو لن يكتفي أردوغان بقبضته الحديدية، بل سيرعى وضع مصالح الأتراك في جيب عصبة من رجال الأعمال، على رأسهم مستشاره فؤاد أوكتاي نائب رئيس مجلس إدارة شركة تيليكوم التركية، بالإضافة لمنصبه كعضو في مجلس إدارة مركز صيانة الخطوط الجوية التركية.
وزير التعليم في الحكومة الأردوغانية ضياء سلجوق جاء أيضا من الأرضية نفسها إذ يملك رجل الأعمال مجموعة مدارس خاصة، ربما كانت السبب في وصوله إلى منصبه الجديد.
الحال نفسه تكرر مع وزيرة التجارة روهصار بيكجان التي تملك شركة مقاولات، إلى جانب مسيرتها في قطاع البنوك في مناصبها المختلفة كمدير عام وعضو مجلس إدارة في عدد من الشركات، ورئاستها السابقة لمجلس الأعمال التركي السوري لثلاث فترات.
وتعد بيكجان صوتا قويا للدفاع عن مصالح طبقة رجال الأعمال، إذ شغلت في وقت سابق منصب نائب رئيس هيئة سيدات الأعمال التركيات.
وتترأس الوزيرة حاليا شركة قارون الهندسية التي تعمل بمشاريع البنية التحتية.
مراد أرصوي رجل الأعمال البارز في قطاع السياحة والمالك لعدد من الفنادق والمسير لرحلات سياحية بحرية بات يتولى وفق النهج الأردوغاني حقيبة وزارة السياحة.
فيما اختار الرئيس التركي، مراد كوروم مدير عام إحدى شركة عقارات لمنصب وزير البيئة.
وتم تعيين بكر باكدميرلي، وهو عضو مجلس إدارة بنك البركة، وسلسلة محلات "بيم"، ومستشار شركة غذائية عالمية، على رأس وزارة الزراعة، في تحد لآمال الأتراك الذين يبحثون عن مخرج لأزماتهم الاقتصادية بعد أن خنقتهم قبضة أردوغان الأمنية الثقيلة.