محافظ المركزي التركي السابق: أردوغان يرتجل.. لا يملك خطة وسيضاعف مشاكلنا
6 ملفات خلافية بين أنقرة وواشنطن ترجح تزايد التصعيد بينهما وإغراق تركيا في حالة من الركود الاقتصادي الطويل.
قال نهاد بولنت جولتكين، محافظ البنك المركزي التركي السابق، إن الرئيس رجب طيب أردوغان "يرتجل" ولا يمتلك خطة اقتصادية لمواجهة ما تعانيه البلاد، وتوقع أن تتضاعف مشاكل تركيا خلال الفترة القادمة.
تصريحات جولتكين التي أدلى بها لوكالة رويترز، جاءت تعليقا على تصريحات أردوغان الأسبوع الماضي مهددا الولايات المتحدة بأزمة إقليمية، وهي التصريحات التي تسببت في انهيار قياسي لسعر الليرة التركية مقابل الدولار، وكبدت الشركات التركية 11 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.
- رجال أردوغان يعبثون باقتصاد تركيا.. تقرير رقابي يفضح ألوانا من الفساد
- ارتفاع القروض المتعثرة بالقطاع المصرفي التركي خلال شهر فبراير الماضي
وقال محافظ البنك المركزي التركي السابق: "يوما بعد يوم يتضح أن أردوغان يرتجل فقط.. الرجل لا يملك خطة محددة لإدارة اللعبة.. لذا أتوقع أن تتضاعف مشاكل تركيا".
وكانت تصريحات أردوغان المعادية للولايات المتحدة قد تسببت في انهيار الليرة خلال العام الماضي، وإغراق البلاد في حالة من الركود.
ويخشى المستثمرون من مغبة دخول البلاد في معركة دبلوماسية جديدة مع الولايات المتحدة، كتلك التي خاضتها أنقرة مع واشنطن العام الماضي بسبب اعتقال قس أمريكي في تركيا، وهي المعركة التي انتهت بتسليم القس بعد فرض أمريكا عقوبات ورسوم جمركية على تركيا.
ومن شأن أي عقوبات جديدة أن تمدد فترة الركود في تركيا إلى نهاية العام الجاري، وربما حتى طوال العام القادم، فضلا عن هروب المستثمرين الأجانب من البلاد وضرب قطاع السياحة.
وبحسب رويترز، فإن الملفات التي قد تثير الخلاف بين أنقرة وواشنطن -العضوين في تحالف الناتو- كثيرة، وعلى رأسها المواجهة المرتقبة بينهما بخصوص خطط تركيا لشراء نظام دفاع صاروخي مضاد للطائرات من روسيا، والسياسة العسكرية في سوريا، والدعم التركي لفنزويلا، وسجن الولايات المتحدة لمسؤول تنفيذي في بنك تركي في قضية انتهاك العقوبات على إيران، والمحاكمة التي بدأت هذا الأسبوع في إسطنبول لموظف في القنصلية الأمريكية، فضلا عن الخلاف بين الطرفين على تبعية هضبة الجولان".
وقال مسؤولون أمريكيون إن "صبر واشنطن بدأ ينفد"، وذلك قبل انتهاء المهلة التي منحتها واشنطن لتركيا من أجل التحول لشراء نظام صواريخ باتريوت أمريكي بدلا من النظام الروسي.
وقال سنان أولجن الباحث الزائر في جامعة كارنيجي: "التصعيد مع واشنطن بشأن النظام الصاروخي أكثر خطورة في تأثيره الاقتصادي من أزمة القس.. في خلاف العام الماضي كان هناك طريق عودة تمثل في تسليم الكاهن.. لكن إذا اشترت تركيا بالفعل صواريخ روسية فلن يكون هناك طريق واضح لإلغاء التصعيد".
- ديون بقيمة 5.3 مليار دولار وراء تدهور الاحتياطي الأجنبي في تركيا
- حكومة تركيا تتهرب من مسؤولية انهيار الليرة وتحملها لبنوك أمريكية
ويشكك التجار في تصريحات الحكومة التركية بأن الركود سينتهي في منتصف العام الجاري، وهي التصريحات التي يبدو أنها لم تقنع أيضا المواطنين قبيل انتخابات بلدية مهمة يتوقع أن يخسر فيها حزب العادلة والتنمية التركي معاركه في المدن الكبرى.
"الدولار تضاعف في ليلة واحدة العام الماضي بعد تغريدة من ترامب.. لقد أعطيت صوتي لحزب العدالة والتنمية 5 مرات من قبل، لكنني لن أفعل هذه المرة بسبب الدولار وأسعار الخضراوات والفواكه"، يقول غولتيكين كوتاس سائق الشاحنة المتقاعد.
وسجل الاقتصاد التركي في الربع الرابع من العام الماضي أسوأ انكماش له منذ 10 سنوات، فيما تتراجع ثقة المستثمرين الأجانب بالشركات التركية التي بلغ حجم عجزها من العملات الأجنبية إلى 200 مليار دولار في نهاية 2018.
ويمكن أن يؤدي أي انخفاض كبير في الليرة إلى تزايد القروض المتعثرة في البنوك التركية، وهي القروض التي يتوقع أن تتضاعف بالفعل خلال العام الجاري.
كذلك، فإن موجة الإفلاسات التي تضرب الشركات التركية من شأنها زيادة معدل البطالة الذي يسجل حاليا 13%؛ ما يفاقم من معاناة الأتراك الذين يكافحون بالفعل لشراء السلع الأساسية بعد أن وصل معدل تضخم في الغذاء إلى 29٪ خلال فبراير الماضي.
من جهة أخرى، قد تنهار الثقة بالاقتصاد التركي إذا تراجعت الاحتياطيات النقدية في البنك المركزي التركي إلى مستويات يعتبرها المستثمرون الأجانب منخفضة للغاية بحيث يتعذر عليهم تحويل أموالهم من البلاد.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز