الكبير في كل المجالات يجب أن يكون دوما هو القدوة التي يقتدي بها من هو أصغر منه.. لكن ما يحدث في أنديتنا هو العكس
أصدرت لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من القرارات الانضباطية بحق عدد من الأندية واللاعبين والإداريين.. العقوبات تفاوتت بين منع من مزاولة النشاط، ودفع الغرامة المالية تطبيقا للوائح الانضباط بحق من تجاوزوا الأنظمة.
الكبير في كل المجالات يجب بل ونتأمل فيه أن يكون دوما هو القدوة التي يقتدي بها من هو أصغر أو أقل منه.. لكن في أنديتنا يحدث العكس.. فالأندية المسماة بالكبيرة ليست هي القدوة بالانضباط بل هي الأكثر على صعيد عدم الانضباط
لست هنا بصدد مناقشة قرارات لجنة الانضباط التي صدرت أخيراً ومقارنتها بما صدر في أوقات سابقة، فقد تناول الكثير من الزملاء تباين قرارات هذه اللجنة سواء بتشكيلها الحالي أو ما سبق من تشكيلات.. يتغير الأشخاص في هذه اللجنة ويبقى تباين القرارات، وهو ما أثار الكثير من الأسئلة التي لا أملك الإجابة عنها بصفتي لست بقانوني.. القانونيون هم الأقدر على بحث هذه الأمور، وهل لجنة الانضباط بالفعل تتباين في قراراتها أم أن ما يطرح بشأنها هو تحامل صادر من متعصبين لأنديتهم؟
سأطرح التعليق على قرارات لجنة الانضباط من جانب آخر وهو جانب يثير لديّ الاستغراب، وربما أنه يثير الكثيرين أيضا.. مبالغ طائلة وضخمة جمعتها لجان الانضباط المتعاقبة، ولا اعتراض هنا ما دامت اللجنة تطبق اللائحة بحق الخارجين عنها، لكن لا نعلم قيمة المبالغ التي جمعتها لجان الانضباط المتعاقبة، وأين تم إيداع أو صرف تلك المبالغ الضخمة، بل إنني أتمنى أن يصدر عن لجنة الانضباط بيان يوضح المبالغ والعقوبات التي صدرت خلال الأعوام الـ10 الأخيرة؛ وتوضيح ترتيب الأندية حسب تطبيق العقوبات بحقها.
اللافت أن ما يقرب من 90% من قرارات لجان الانضباط المتعاقبة سواء إيقافات أو منع من مزاولة النشاط أو غرامات مالية كانت بحق الأندية المسماة بالكبيرة أو الجماهيرية، هذه الأندية المسماة بالكبيرة هي بالفعل كبيرة بعدد جماهيرها وتميز نجومها وقوة إعلامها بل وقوة الشخصيات التي تقودها وتدعمها، ومن المفترض أن تكون هذه الأندية كبيرة بتقيدها بالنظام واحترامها للوائح وليس تجاوزها أو تجاهلها كما يحدث على أرض الواقع.
الكبير في كل المجالات يجب بل ونتأمل فيه أن يكون دوما هو القدوة التي يقتدي بها من هو أصغر أو أقل منه.. لكن في أنديتنا يحدث العكس، فالأندية المسماة بالكبيرة ليست هي القدوة بالانضباط بل هي الأكثر على صعيد عدم الانضباط، وربما أن شعورها بأنها كبيرة ونافذة يجعلها تتجاهل الأنظمة وتقفز فوق اللوائح، فمتى يلتزم الكبار بالأنظمة ويصبحون قدوة؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة