التحدي الإثيوبي الكبير.. مليون مغترب ينعشون السياحة في "رأس السنة"
تترقب إثيوبيا انتعاشا في قطاعها السياحي إثر وعود أطلقها المغتربون تحت شعار "التحدي الإثيوبي الكبير".
والتحدي أطلقه الإثيوبيون بدول المهجر أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، للعودة إلى الوطن والاحتفال بعطلة عيد ميلاد المسيح.
ويستهدف التحدي دعم حكومة البلاد وتبديد المخاوف التي روجت لها وسائل الإعلام الغربية عن المناخ الأمني في ظل الصراع الأهلي الدائر .
تحديات قطاع السياحة
وتوقع فتيح ولدسنبت رئيس اتحاد أصحاب الفنادق والخدمات الإثيوبي أن تنتعش الفنادق في البلاد خلال أعياد رأس السنة مع عودة المهاجرين.
وأضاف: "قطاع السياحة وصناعة الفنادق من أكثر الصناعات تضررا من كوفيد 19 على مستوى العالم، وتزداد هذه التحديات في إثيوبيا جراء التوترات السياسية في البلاد".
وكشف رئيس اتحاد أصحاب الفنادق في مقابلة مع "العين الإخبارية"، عن توقف بناء أكثر من 20 فندقا عالميا بسبب نقص النقد الأجنبي وقلة اهتمام المستثمرين بالسياحة الفندقية.
لكنه أشار إلى أن مشاركة مليون شخص من المغتربين الإثيوبيين في الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام كفيل بتحفيز القطاع.
ولفت إلى أن الفنادق قررت تقديم تخفيض نسبته 30% للمغتربين القادمين.
حوافز حكومية
وأشاد ولدسنبت بدور الحكومة الإثيوبية وسرعتها في الاستجابة إلى معالجة تحديات القطاع.
وتابع: "تطبيق بروتوكول كوفيد- 19 أدى إلى إعادة فتح الفنادق التي تم إغلاقها، كما وفرت الحكومة حوافز وتسهيلات مالية".
ودعا الحكومة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات، خاصة أن قطاع الفنادق ما يزال واعدا رغم تداعيات الحرب.
وأشار إلى أن هناك العديد من المواقع والمعالم التاريخية في شمال إثيوبيا تأثرت بالحرب، وأن بعض الفنادق التي تخدم السياح قد أغلقت.
تجراي والآثار
يُشار إلى أن الحكومة الإثيوبية اتهمت جبهة تحرير تجراي بتدمير متعمد للبنية التحتية في المناطق التي أجبرت على الخروج منها بإقليمي أمهرة وعفارِ.
وأشارت سلاماويت كاسا؛ وزيرة الدولة بمكتب الاتصال بالحكومة الإثيوبية، إلى أن "قوات جبهة تحرير تجراي عمدت إلى الإضرار بالممتلكات والبنية التحتية والآثار في مدينة لالبيلا التاريخية، والمسجلة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وقالت إن قطاع السياحة توقف بالكامل في إقليمي عفار وأمهرة، وفقد الأخير وحده ما كان يحصل عليه من 7.1 مليون بر، فقط من محمية سمين، مشيرة الى أن سكان المنطقة فقدوا نحو 36 مليون بر بسبب توقف السياحة.
ولفتت إلى أن إقليم أمهرة يعتبر من أكثر المناطق التي توجد بها المحميات الطبيعية، مؤكدة على أن هذه المحميات تضررت بصورة مباشرة.
ومطلع الشهر الجاري دعا رئيس الوزراء آبي أحمد، الإثيوبيين وأصدقاء البلاد للانضمام لمشروع التحدي الكبير الذي أطلقه إثيوبيو المهجر.
ويحتفل مسيحيو إثيوبيا بعيد ميلاد المسيح في الـ 7 من يناير/كانون الثاني من كل عام، في وقت تبدأ فيه دول العالم الاحتفال بالمناسبة في 25 ديسمبر/كانون الأول، إذ تتمسك أديس أبابا بتقويم الكنيسة القبطية المعروف محليا بالتقويم الإثيوبي.
وكانت بليني سيوم، السكرتيرة الصحفية بمكتب رئيس الوزراء، قالت، إنه من المتوقع أن يعود نحو مليون إثيوبي بالمهجر إلى الوطن بحلول 7 يناير/كانون الثاني 2022، للمشاركة في احتفالات عيد ميلاد المسيح في إثيوبيا، في تحد لما يصوره الإعلام الغربي عن مرور البلاد بأوضاع غير مستقرة.