احذر.. الجلوس والكسل يدمران القلب
الذين يقضون ساعات من الجلوس الطويل هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بتيبّس عضلة القلب وتصلبها.
كشفت دراسة حديثة لمجموعة من الباحثين الأمريكيين والأستراليين، أن التأثيرات القلبية السلبية الناتجة عن الخمول والكسل البدني وكثرة الجلوس، يمكن إزالتها، مما يقلل احتمالات خطورة الإصابة بضعف القلب في مراحل تالية من العمر.
وذكر تقرير لـ"رابطة القلب الأمريكية" نشرته مجلة "Journal Circulation"، التي تُعنى بالدورة الدموية، أنه في الإمكان استعادة حيوية ونشاط قوة القلب من خلال الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي.
وأضاف التقرير الذي جاء بعنوان "الآثار الضارة بالقلب لكثرة الجلوس يُمكن إزالتها"، أن الوسيلة التي تُحقق هذه النتائج الإيجابية هي الحرص على زيادة النشاط البدني، عبر ممارسة تمارين الأيروبيك الهوائية" والابتعاد عن الكسل والخمول.
وأوضحت الرابطة أن الذين يقضون ساعات من الجلوس الطويل في أماكن العمل أو الاستلقاء على الأريكة أثناء مشاهدة التلفزيون، هم أكثر عُرضة لخطر الإصابة بتيبّس عضلة القلب وتصلبها، خصوصًا تصلب أو تيبّس البطين الأيسر، وهو ما يحصل بالتدرج في أواخر مرحلة متوسط العمر، ويرفع من احتمالات الإصابة بفشل القلب مع مرور الوقت.
وليس من المعروف طبيا ما إذا كان من الممكن وقف، أو إزالة، هذا التيبّس والتصلب الذي يعتري عضلة القلب نتيجة الكسل والخمول البدني، وهو ما حاول الباحثون معرفته في هذه الدراسة عبر المتابعة لمدة سنتين.
وتُعد هذه الدراسة لفريق الباحثين من جامعة "تكساس" في دالاس ومعهد "بيكر" للقلب والسكري في ملبورن بأستراليا وجامعة "ستانفورد" بكاليفورنيا وجامعة "كولورادو"، واحدة من الدراسات الطبية المهمة، نظرًا لفوائدها العملية التي سيستفيد منها غالبية الأصحاء من متوسطي العمر في تحسين مستوى صحة القلب لديهم خلال المراحل التالية من عمرهم عند تقدمهم في السن.
وأجرى فريق الباحثين، خلال الدراسة، فحوصات قلبية متقدمة لرصد التغيرات الإيجابية الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية المنشطة للقلب والدورة الدموية والرئتين، ومن ثم التأكد من تحقيق مكاسب صحية على واقع عمل القلب ونشاطه الوظيفي.
وأوضحت النتائج حدوث تلك التغيرات الإيجابية في أحد أنواع حالات ضعف القلب المثيرة للجدل العلمي، وهي حالة ضعف القلب مع "احتفاظ القلب بقوة طبيعية في ضخ الدم، والذي ينتج عن تدني مستوى اللياقة البدنية والكسل والخمول.
وشملت الدراسة مجموعة من متوسطي العمر الأصحاء لا يُمارسون الرياضة البدنية بشكل روتيني في غالبية أيام الأسبوع.
وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، المجموعة الأولى طُلب منها ممارسة تمارين الأيروبيك الهوائية، كالهرولة أو ركوب الدراجة الهوائية أو السباحة، في 4 من أيام الأسبوع على أقل تقدير.
والمجموعة الأخرى طُلب منها ممارسة برنامج من تمارين اليوجا وتمارين التوازن وتمارين القوة للعضلات في 3 أيام من أيام الأسبوع.
وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين التزموا بممارسة برنامج التمارين الهوائية الرياضية حصل لديهم تحسن كبير في كيفية استهلاك أجسامهم للأكسجين، وانخفاض في مستوى صلابة عضلة القلب، وهما علامتان من العلامات التي تدل على ارتفاع مستوى صحة القلب.
وفي المقابل، فإن الأشخاص الذين شاركوا في برنامج اليوجا وتمارين التوازن والقوة، لم تتغير لديهم صلابة القلب، ولم يطرأ لديهم تغير ملموس في استهلاك أجسامهم للأكسجين.
وقال الباحثون في محصلة الدراسة: إن ممارسة التمارين الرياضية الهوائية لمدة سنتين تؤدي إلى تحسين استهلاك الجسم للأكسجين وتقلل من تيبّس عضلة القلب.
وأشار الدكتور بنيامين ليفين، الباحث الرئيسي في الدراسة ومدير ومؤسس "معهد التدريب والطب البيئي" والطبيب بـ"مركز ساوثويست الطبي" بجامعة تكساس، إلى أن الجميل في الأمر بشأن التوقيت، هو جدوى وفائدة البدء بممارسة التمارين الرياضية في أواخر مرحلة متوسط العمر.
وأضاف أن البدء آنذاك بممارسة التمارين الرياضية ليس متأخرًا، بل يمكن من خلاله إعادة تحسين مستوى صحة القلب وإزالة الآثار السلبية التي تراكمت على القلب بفعل الكسل لسنوات عن ممارسة التمارين الرياضة.