مع اعتراف إندونيسيا بخطأ الشرطة في استخدام الغاز المسيل للدموع داخل أحد الملاعب بات السؤال الآن: متى يحق للسلطات استخدام هذا السلاح؟
وسقط عشرات القتلى في واحدة من أسوأ كوارث ملاعب كرة القدم بعد استخدام الشرطة الإندونيسية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المشجعين.
بحسب مسؤول رقابي إندونيسي اليوم الثلاثاء، فإن الشرطة أخطأت في استخدام الغاز المسيل للدموع داخل أحد الملاعب لتفريق المشجعين، بينما قرر اتحاد اللعبة المحلي إيقاف اثنين من مسؤولي نادي أريما مدى الحياة بعد الكارثة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين الغاضبين لفريق أريما صاحب الأرض الخاسر بعدما اجتاح بعضهم أرضية الملعب.
وفي وقت أكدت الشرطة أن عدد القتلى 125، لفتت إدارة الصحة في مدينة مالانج الإندونيسية إلى أن عدد الضحايا وصل إلى 131 قتيلا.
وقال ألبرتوس واهيورودانتو، المسؤول في مفوضية الشرطة الوطنية وهي جهة رقابية تابعة للرئيس الإندونيسي، إنه لم تكن هناك أوامر باستخدام الغاز المسيل للدموع في التعامل مع المشجعين.
وأضاف للصحفيين: "كان من المفترض إطلاق الغاز المسيل للدموع في الخارج.. هناك شكوك في مخالفة التعليمات".
وأكد المسؤول الإندونيسي أن المفوضية ستتبادل النتائج التي توصلت إليها مع فريق مستقل لتقصي الحقائق شكلته الحكومة.
ولم يكن مسموحا بحضور مشجعي الفريق الفائز بيرسيبايا سورابيا خوفا من حدوث اشتباكات، لذا أغلب الضحايا، ومنهم 33 قاصرا، كانوا من جماهير أريما صاحب الأرض.
ونقلت رويترز عن مشجعين قولهم إنه في ظل وجود عدة بوابات للخروج، فإن بعضها كان مغلقا ما تسبب في تكدس المشجعين وحدوث التدافع.
بينما ذكر مسعفون أن بعض الضحايا توفوا نتيجة الاختناق إلى جانب وجود إصابات في الرأس.
وأوضح هورا وهي مشجعة وطالبة جامعية تبلغ من العمر 20 عاما، أن الحادث "كان مرعبا جدا. شعرت بالاختناق وعيني تؤلمني".
وقال واهيورودانتو المسؤول في المفوضية الوطنية إنه من غير الواضح سبب إغلاق بعض بوابات الخروج.
إجراء محظور
وتحظر لوائح السلامة في الفيفا استخدام الأسلحة النارية أو "غاز للسيطرة على الجماهير" خلال المباريات.
وكان تشويرول أنام مفوض اللجنة الوطنية الإندونيسية لحقوق الإنسان قد قال في إفادة صحفية: "إذا لم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع، لم تكن ستحدث هذه الفوضى".
وأعلن المتحدث باسم الشرطة يوم الإثنين خضوع العشرات من أفراد الشرطة للتحقيق بينما تقرر إيقاف تسعة على الأقل عن العمل.
والغاز المسيل للدموع هو سلاح كيميائي يستخدم في جميع أنحاء العالم من قبل سلطات إنفاذ القانون للسيطرة على أعمال الشغب وتفريق الحشود، ورغم الاستخدام له فقد قضت معاهدات دولية مختلفة باستخدام الغاز المسيل للدموع بشكل غير قانوني في زمن الحرب.
الخبير العالمي جميل دكوار مدير برنامج حقوق الإنسان مع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية سبق وتحدث لموقع theworld عن أن "الغاز المسيل للدموع سلاح كيميائي من خلال مادة تم تطويرها في وقت مبكر من الحرب العالمية الأولى والتي تسببت في مقتل الآلاف".
وأضاف: "بعد ذلك تم تطويره ليصبح أكثر الغازات المسيلة للدموع حداثة.. إنه يسبب حرقاً خطيراً، ومن الواضح أنه تمزق. يتم استخدامه الآن على نطاق واسع أكثر من أي وقت مضى من قبل سلطات إنفاذ القانون".
وروى كذلك: "صحيح أن القنابل المسيلة للدموع سلاح أقل فتكا عند استخدامه في الهواء الطلق.. لكن هناك حوادث قتل فيها أشخاص بهذه العبوات.. مشكلة هذا الغاز أنه سلاح عشوائي.. لا يميز بين الشباب وكبار السن أو الأصحاء والمرضى، أو المحتجين السلميين أو الذين يستخدمون العنف".